بعد 5 عقود.. العثور على أحد أكثر المطلوبين الهاربين في أميركا
يوم الجمعة 11 يوليو/ تموز 1969، وعلى عادته، غادر موظف المصرف الشاب ثيودور جون كونراد، عمله في مدينة كليفيلاند بولاية أوهايو. لكنّه في تلك المرة، حمل معه حقيبة بداخلها مبلغ يُعادل 1.7 مليون دولار بحسابات اليوم، واختفى.
نجح كونراد، البالغ من العمر عشرين عامًا آنذاك، في تنفيذ إحدى أكبر عمليات السطو على المصارف في تاريخ كليفلاند. ولم يعلم المصرف بسرقة الأموال، إلا يوم الإثنين التالي، لأن المصرف كان في عطلة يومي السبت والأحد، ما أتاح له فرصة الفرار.
وتم تسليط الضوء على قضية كونراد في عروض تلفزيونية شهيرة مثل ""America's Most Wanted" و"Unsolved Mysteries".
ورغم مطارادت على مستوى الولايات لأكثر من خمسة عقود، لم تعثر السلطات الأميركية على أثر للموظف الشاب (20 عامًا حينها)، حتى الشهر الحالي. حيث أعلنت وكالة "المارشالز الأميركية" (US Marshals)، وهي وكالة إنفاذ قانون فيدرالية، تحديد المكان الذي اختبأ فيه كونراد طيلة هذه السنوات، وأنها اكتشفت أنه قد توفي هذا العام.
ووفقًا لموقع "يو إس مارشالز" الرسمي، أصبح كونراد مهووسًا بفيلم ستيف ماكوين "The Thomas Crown Affair" الذي أُنتج عام 1968، والذي يستند إلى قيام رجل أعمال مليونير بسرقة مصرف من أجل الترفيه. شاهد كونراد الفيلم أكثر من ست مرات، كما تفاخر أمام أصدقائه بمدى سهولة سرقة الأموال من البنك، بل وأخبرهم أنه يعتزم القيام بذلك.
انتحال شخصية أخرى
الأسبوع الماضي، علمت وكالة "المارشالز" أن كونراد انتحل شخصية توماس راندل، وعاش في ضاحية لينفيلد في مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستس منذ سبعينيات القرن الماضي، حتى وفاته بسرطان الرئة في مايو/ أيار الماضي عن عمر يناهز 71 عامًا.
ومن المفارقات أن كونراد انتقل إلى بوسطن للعيش بالقرب من المكان الذي تمّ فيه تصوير فيلم " Thomas Crown Affair" الأصلي.
وتمكّن المحققون من تحديد هوية كونراد من خلال مطابقة مستندات أكملها في الستينيات مع مستندات أكملها راندل المزعوم، فضلًا عن تحقيقات أخرى أفضت إلى معرفة مكانه.
ووفقًا لموقع "كليفلاند دوت كوم"، بدأ كونراد حياته الجديدة في ولاية ماساتشوستس باعتباره توماس راندل، وعمل هناك بائع سيارات، ومدربًا لرياضة الغولف، وقد تزوّج وأنجب طفلًا.