طغت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية اليوم السبت ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، على المشهد السياسي العربي والغربي.
فقد توالت ردود الفعل الإقليمية والدولية على الهجوم الذي يعد الأكبر على إسرائيل منذ سنوات، والذي خلّف حتى الساعة أكثر من 100 قتيل إسرائيلي ونحو 800 جريح عدة مناطق باغتتها الصواريخ من قطاع غزة.
وقالت إسرائيل إنها في حالة "حرب" وبدأت ضرب أهداف تابعة لحركة "حماس" في غزة، فيما أفادت وسائل إعلام الاحتلال بوقوع معارك مسلحة النارية بين المقاومين وقوات الأمن الإسرائيلي جنوبًا.
مناشدة من الأمم المتحدة
ومن أبرز ردود الفعل على العملية الفلسطينية، جاءت على لسان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند الذي صرّح أن "هذه هاوية خطيرة" مناشدًا الجميع "التراجع عن حافة الهاوية".
أما واشنطن، فقد نددت عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن اليوم السبت بما وصفته بـ"هجمات حركة حماس على إسرائيل"، مؤكدةً دعمها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وتابع بلينكن في بيان: "لا يوجد أي مبرر للإرهاب على الإطلاق. نتضامن مع حكومة وشعب إسرائيل، ونقدم تعازينا لأسر الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم في هذه الهجمات"، وفق تعبيره.
كما شدد الوزير الأميركي قائلًا: "ستبقى على اتصال وثيق مع شركائنا الإسرائيليين. والولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
بدوره، أصدر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بيانًا كشف فيه أنه "خلال الأيام المقبلة، ستعمل وزارة الدفاع على ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب" على حد وصفه.
وفي السياق، قدم مسؤولون في الأمن القومي إحاطة للرئيس جو بايدن هذا الصباح حول الهجمات، ونقلوا أن بايدن "سيبقى على تواصل وثيق مع الإسرائيليين حول الوضع".
إيران ترحب بـ"ثقة" الفلسطينيين
وفي إيران، نقلت وكالات الأنباء الرسمية أن يحيى رحيم صفوي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي هنأ اليوم السبت المقاومين الفلسطينيين، وقال: "سنقف إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين حتى تحرير فلسطين والقدس".
كذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الهجمات التي شنتها "حماس" اليوم تدل على "الثقة بالنفس لدى الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل".
وأضاف في مقابلة: "في هذه العملية استخدمت عنصر المفاجأة وأساليب مشتركة أخرى وهذا يدل على الثقة بالنفس لدى الشعب الفلسطيني أمام المحتلين".
كما عرض التلفزيون الإيراني لقطات لأعضاء في البرلمان وهم ينهضون من مقاعدهم ويهتفون "الموت لإسرائيل".
تضامن أوروبي و"أطلسي" مع الاحتلال
أوروبيًا، كتب المستشار الألماني أولاف شولتس عبر حساباته على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي: "تصل إلينا أخبار مروعة اليوم من إسرائيل. لقد صُدمنا بشدة من إطلاق الصواريخ من غزة وتصاعد العنف. تندد ألمانيا بهذه الهجمات التي تشنها حماس وتقف إلى جانب إسرائيل".
وفي الإليزيه، استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بشدة الهجمات على إسرائيل".
كما كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة "إكس": "إنه إرهاب في أبشع صوره. ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة مثل هذه الهجمات الشنيعة"، وفق تعبيرها.
هذا وندد الحلف الأطلسي "بشدة" بالعملية التي تنفذها حركة "حماس" ضد الاحتلال، إذ كتب المتحدث باسم التكتل العسكري ديلان وايت على منصة "إكس": "ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس اليوم على إسرائيل، شريكة الحلف الأطلسي"، وفق زعمه.
توازيًا، نددت بريطانيا "على نحو قاطع بالهجمات المروعة التي شنتها حماس على مدنيين إسرائيليين. وستدعم دائمًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
مناشدات لعقد جلسة لمجلس الأمن
في المقابل، كشفت وزارة الخارجية البرازيلية اليوم السبت أنها ستدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في أعقاب "طوفان الأقصى"، مجدّدةً تمسكها بضرورة الالتزام بحل الدولتين.
ونددت البرازيل في بيان، التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، بما أسمته "الهجمات الفلسطينية".
وعلى غرار البرازيل، طلبت مالطا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع مغلق، حيث نقلت "رويترز" عن دبلوماسيين أن الاجتماع قد يعقد غدًا الأحد.
قطر تحمل المسؤولية للاحتلال
عربيًا، حمَّلت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني".
وأضافت الوزارة أن قطر تدعو "جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
كما دعت وزارة الخارجية السعودية إلى "الوقف الفوري للتصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتابعت في بيان أن "المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك".
من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية المصرية من "عواقب وخيمة" لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين.
ودعت الوزارة في بيان إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر".