الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تحقيق خاص.. "العربي" يوثق استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في غزة

تحقيق خاص.. "العربي" يوثق استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في غزة

شارك القصة

أدلة على استخدام الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض في العدوان على غزة - رويترز
كشف التحقيق الخاص بـ"العربي" عن أدلة على استخدام الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض في العدوان على غزة - رويترز
لا يتوانى الجيش الإسرائيلي عن قصف المَدنيين بقذائف محرمة دوليًا من بينها الفسفور الأبيض، الذي يكشف "العربي" تفاصيل استخدامه في العدوان على غزة.

خرجت من فلسطين إلى العلن مقاطع كثيرة تكشف عن استعمال القوات الإسرائيلية للأسلحة المحرمة دوليًا، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية، في حربها على قطاع غزة.

ونشر المصور الفلسطيني في وكالة "فرانس برس" بعض هذه المشاهد، في مجموعة لقطات توضح القصف الإسرائيلي لعددٍ من المباني والمناطق السكنية في قطاع غزة.

كما انتشرت مقاطع أخرى وجديدة تؤكد هذه الاتهامات وتضيف أدلة على استخدام إسرائيل الفسفور الأبيض في استهداف الأحياء المدنية وتحديدًا في منطقة الكرامة شمالي غزة.

استهداف منطقه الكرامة

دقّقت وحدة التحقيقات في "العربي" أكثر في المقطع الذي نشرته وزارة الخارجية الفلسطينية والذي قيل إنه حصل في منطقه الكرامة، التي تطابقت معالمها في الخرائط مع معالم المقطع المصور، ما يؤكد حصول الاستهداف.

ومن خلال تتبع مقطع فيديو متداول على منصة "إكس"، وصل فريق التحقيق إلى فلسطيني نشر الصورة قائلًا إنها التقطت من شرفة منزله.

وتواصل الفريق مع ملتقط الصورة الذي أكد بدوره وقوع القصف بهذه الأسلحة بالقرب من فندق أيان في منطقه الكرامة شمالي غربي قطاع غزة.

أما المقطع الثاني المنتشر من هناك، فساعد على إجراء تحقيق دقيق للموقع، وقاد موقع الميناء الذي ظهر في الخلفية والمبنى الأبيض المواجه للمصور إلى تحديد إحداثيات أكثر دقة.

تطابق مع أدلة من حلب السورية

ومن الأدلة التي لا تضع مجالًا للشك أيضًا، مقارنة قام بها فريق التحقيق لمظاهر وأعراض استخدام الأسلحة المحرمة، حيث تشابهت الصور الموثقة من قبل صحافي في الأناضول للاستخدام الروسي لهذه الأسلحة في مدينة حلب السورية مع الصور الحديثة في غزة.

هنا تطابقت بعض المعالم، كتشظي المواد الحارقة القاتلة وسحب الدخان الأبيض المرافق لها.

تاريخ استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض

إذًا، استخدمت إسرائيل هذه الأسلحة بالفعل في غزة لكنها ليست المرة الأولى لها، ففي أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 استخدمت قوات الاحتلال بشكل واسع الفوسفور الأبيض في معركة "الفرقان" التي امتدت إلى 22 يومًا في غزة.

كما أنها استخدمت السلاح نفسه في معركة "العصف المأكول" عام 2014، وعند الاعتراف يبرر الطرف الإسرائيلي استخدامه للسلاح المحرم دوليًا لتغطية إجلاء القتلى والجرحى الإسرائيليين، وفي محاولة لمنع المقاومة من أخذ الأسرى بعيدًا.

ويخرق التبرير أيضًا القانون الدولي الذي يحظر استخدام هذه الأسلحة في أي هدف عسكري ضمن تجمعات المدنيين، وهي محظورات ترد في البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية.

بيد أن هذه البنود لم تردع إسرائيل سابقًا ولا تردعها اليوم في فتك الأرواح بأسلحتها الدامية التي حصلت على غالبيتها من الولايات المتحدة.

كما اعترفت إسرائيل سابقًا باستخدام ذخائر مقذوفة من عيار 155 مليمتر تعرف برمز "إم 825 إي 1"، وباعها الجيش الأميركي إلى أستراليا أيضًا مؤكدًا احتواءها على حمولةٍ من الفسفور الأبيض بمقاس ثلاثة أرباع بوصة موجودة في علبة فولاذية محكمة الغلق.

وتستخدم هذه القذائف لإنتاج دخانٍ يغطي الأرض لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق، بينما يمكن للفسفور الذي يحتويها أن يحترق في الهواء مسببًا حروقًا شديدة والتهابًا في العين والجهاز التنفسي، وصولًا إلى التشوه والقتل بخرق العظام في حالته القصوى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close