سيتقدم لبنان بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، بعد قتل إسرائيل للصحفي عصام عبدالله العامل في وكالة رويترز، وإصابة صحافيين آخرين بجروح من وكالة الصحافة الفرنسية وقناة الجزيرة، يوم أمس الجمعة.
واليوم شيع الوسط الإعلامي اللبناني المصور الراحل، في مأتم أقيم في بلدته الخيام الجنوبية وحضره العديد من الناشطين والصحفيين.
واستشهد عصام عبد الله (37 عامًا) وأصيب زملاؤه، في قصف إسرائيلي على أطراف بلدة حدودية في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مراسل "العربي" علي رباح، في جريمة أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنها تمثل "وصمة عار جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود".
وأوضح الجيش اللبناني في بيان أن العدو الإسرائيلي أطلق يوم أمس "قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة 5 آخرين."
وأشار البيان إلى أن "العدو استهدف بواسطة صواريخ أطلقتها مروحية، وقذائف مدفعية من بينها قذائف فسفورية ومضيئة، خراج بلدات مروحين وعيتا الشعب وكفرشوبا والعديسة وسهل مرجعيون" في جنوب لبنان.
وردًا على الجريمة، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أنها أوعزت إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، بتقديم الشكوى، مؤكدة أن ما حصل "اعتداء صارخ وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وذلك من خلال استسهال قتل الصحافيين العزل ضحايا رغبتهم بنقل الحقيقة، ونقلهم لشريط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في جنوب لبنان".
"إسرائيل قتلت ابني"
وتضمنت الشكوى اللبنانية "شرحًا للاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في الأسبوع الأخير، وما سببته من إصابات في الأرواح والممتلكات، وخرقًا مستمرًا لسيادة لبنان ولقرار مجلس الأمن الدولي 1701".
وأكد بيان وزارة الخارجية أن لبنان حريص على تطبيق القرار و"الالتزام به بكامل مندرجاته"، محملًا إسرائيل مسؤولية التصعيد الحاصل، ومحذرًا "من أن عدم وضع حد لما تقوم به هذه الأخيرة سيشعل المنطقة بأسرها ويهدد السلم والأمن الدوليين ومصالح العالم أجمع".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إنه "على علم بالحادث الذي وقع في جنوب لبنان والذي قتل فيه مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله"، مضيفًا أن التحقيق جار في الواقعة.
وتشهد المنطقة الحدودية في لبنان تصعيدًا منذ شن حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
بيان وكالة رويترز عن عصام عبد الله
وكانت وكالة رويترز، قد أصدرت بيانًا يوم أمس قالت فيه: "نشعر بحزن شديد لمعرفة نبأ مقتل مصور التلفزيون عصام عبد الله". وأضافت: "نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه".
وفي مقابلة مع رويترز اتهمت فاطمة والدة عبد الله إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل ابنها. وقالت: "قتلت إسرائيل ابني عمدًا. لقد كانوا جميعًا يرتدون ملابس الصحفيين، وكانت كلمة "صحافة" واضحة للعيان، ولا يمكن لإسرائيل أن تنكر هذه الجريمة".
وقبل وقت قصير من استشهاد عبد الله، نشر الصحفي الشاب على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لنفسه، وهو يرتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص وعليها كلمة "صحافة".
وتصدر اسم عصام عبد الله مواقع التواصل في لبنان، ونعاه أصدقاؤه والوسط الإعلامي المحلي، مطالبين المنظمات الحقوقية الدولية والصحفية بإدانة إسرائيل على قتلها زميلهم، ومستنكرين عدم ذكر وكالات وصحف غربية، اسم الجهة التي قتلت الشاب خلال تأدية عمله.