استشهد أكثر من 11 ألف فلسطيني، بينما أصيب ما يزيد على 28 ألفًا آخرين، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع التي أفاد المتحدث باسمها "العربي" بوجود أكثر من 100 شهيد في مجمع الشفاء الطبي.
وتأتي هذه الحصيلة في وقت كثف فيه الاحتلال الإسرائيلي من استهدافه للمستشفيات، منها مستشفى مهدي للولادة في حي النصر غرب مدينة غزة ليل السبت، مما أدى إلى استشهاد طبيبين وجرح عدد من النازحين.
كما تركز القصف على مجمع الشفاء الطبي، وأصاب قسم الجراحة فيه، بينما توقف قسما العناية المركزة والأطفال في المستشفى عن العمل، كما اندلع حريق في قسم الكلى جراء القصف.
وفي السياق، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن "الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات"، مضيفًا أن مبنى المستشفى يتعرض لإطلاق نار كثيف أدى إلى عدد من الإصابات.
كما أظهرت لقطات مصورة استهداف محيط المستشفى الإندونيسي الذي توقفت فيه العمليات الجراحية كافة، بعدما تعرض لقصف إسرائيلي، مما ألجأ الطواقم الطبية للعودة إلى أساليب العلاج البدائية، بسبب نفاد الوقود.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي"، أن 13 فلسطينيًا استشهدوا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منزل في وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ويبعد المنزل الذي استهدفته قوات الاحتلال نحو 150 مترًا فقط عن المستشفى الكويتي التخصصي في القطاع.
وفي وقت سابق، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب عدد آخر جراء قصف منزل شرقي مخيم البريج في وسط قطاع غزة، وشمل القصف منازل المخيم المجاورة، مع استمرار مدفعية الاحتلال في قصف المناطق الشمالية والشرقية للمخيم.
أكثر من 100 شهيد في مجمع الشفاء الطبي
وفي هذا الإطار، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يخادع العالم بأسره ويقوم بحملة موجهة ضد المستشفيات، وبعد ذلك يحاول أن يتنصل من هذه الادعاءات، مشيرًا إلى أنه رفع وتيرة عدوانه على المستشفيات منذ أكثر من 36 ساعة، وهو يقوم باستهداف مركز لمحيط مجمع الشفاء الطبي ومستشفى القدس ومستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
وفي حديث لـ"العربي" من غزة، أضاف القدرة أن الاحتلال يريد أن يخرج المنظومة الطبية عن وظائفها الحيوية فيما يتعلق بإنقاذ حياة الجرحى، مؤكدًا أن هذه المستشفيات توقفت الآن العمل وخرجت عن الخدمة تمامًا بسبب نفاد الوقود من المولدات الكهربائية.
ومن التحديات التي تواجه الطواقم الطبية، أشار القدرة إلى عدم توفر الإمكانيات الطبية، إضافة إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي المركز لمحيط المستشفيات، مضيفًا أن قناصة الاحتلال استهدفوا أحد المرضى مباشرة وهناك جرحى بين الطواقم الطبية والمواطنين،
وبين أن الاحتلال الإسرائيلي، قام بشكل مباشر بمحاصرة هذه المستشفيات من كثافة النيران سواء بمحيطها أو داخلها، إضافة إلى أنه يمنع التحرك داخل مجمع الشفاء الطبي بين المباني المختلفة.
واعتبر القدرة أن المنظمات الإنسانية ارتهنت لقرارات الاحتلال الإسرائيلي وخرجت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، إضافة إلى أن هذه المؤسسات أبلغتنا بأن الاحتلال الإسرائيلي يرفض كل أوجه التنسيق للمهمات الإنسانية، مشيرًا إلى أن الوزارة تتواصل معها باستمرار ولكن الاستجابة غير موجودة على الإطلاق.
ولفت إلى أن وجود أكثر من 100 شهيد في ساحة مستشفى الشفاء الطبي، ورائحة الجثث تخيم على أقسام المستشفى، والاحتلال يمنع أي حركة لسيارات الإسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي.
وطالب القدرة بضرورة إمداد مستشفيات قطاع غزة بالوقود والإمدادات الطبية، حيث يوجد في مجمع الشفاء الطبي نحو 10 آلاف شخص بين نازحين وطواقم طبية وجرحى ومرضى، باتوا بلا ماء أو خبز وبلا كهرباء وبلا أي مقومات إنسانية.
إلى ذلك، أفادت منظمة الصحة العالمية أمس السبت بأنها فقدت الاتصالات مع جهات الاتصال التابعة لها في مستشفى الشفاء، وعبرت عن "قلقها العميق" بخصوص سلامة جميع المحاصرين هناك بسبب العدوان الإسرائيلي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إن لديها "مخاوف عميقة بخصوص سلامة العاملين في القطاع الطبي، والمئات من المرضى والمصابين ومنهم رضع على أجهزة دعم الحياة والنازحين الذين ما زالوا داخل المستشفى"، وجددت دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
