تمكن فريق كرة القدم في تشيلي من أن يستحوذ على اهتمام العديد من مناصري القضية الفلسطينية، مع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي دخل يومه الـ39، متسببًا في استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ومع ظهور مظاهر التضامن مع غزة التي اجتاحت العالم، حتى وصلت إلى المستوى الشعبي وتأثرت حتى ملاعب كرة القدم، تداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورًا لفريق كرة القدم في تشيلي، حيث كان لاعبوه يرتدون الكوفية الفلسطينية، وتجلت ألوان العلم الفلسطيني في قمصانهم.
"أكثر من مجرد فريق"
وهذا الفريق هو "ديبرتيفو بالستينو"، الذي أسسه مغتربون فلسطينيون في عقد العشرينات من القرن الماضي، ولم يفوت فرصة العدوان الإسرائيلي للتعبير عن تضامنه الكامل مع الفلسطينيين وقطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا، والذي يعاني من حظر الاحتلال على المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية والطبية.
ويحمل النادي شعارًا واضحًا في دعمه القضية الفلسطينية، وهذا الشعار هو: "أكثر من مجرد فريق، بل شعب بأكمله".
ويقول روبرتو بشارة، لاعب النادي السابق لوكالة "فرانس برس" في مقابلة سابقة: "فلسطين هي فلسطين كلها، نحن دائمًا مهتمون للغاية بالقضية".
وفاز الفريق بلقبين محليين في الدوري عامي (1955 و1978) ووصل إلى الدور نصف النهائي في كأس ليبرتادوريس عام 1979.
وفي عام 2014، قام الفريق بتغيير الرقم 1 على قمصان اللاعبين، إلى خريطة فلسطين قبل عام 1948، لكنه تم تغريمه ومنعه من ارتدائه من قبل الاتحاد التشيلي لكرة القدم بعد شكوى ضده.
"أكبر من إسرائيل"
وذات مرة، أثار اللاعبون أيضًا جدلاً عندما ارتدوا الكوفية الفلسطينية الحمراء، على أرض الملعب، ما أشعل غضبًا لدى بعض داعمي إسرائيل، الذين اتهموه بدعم الفصائل الفلسطينية.
وتزين جدران مقر النادي، بخريطة فلسطينية تاريخية، ولوحة جدارية تحمل صورة الزعيم الراحل ياسر عرفات، كما يبث موسيقى عربية فلسطينية باستمرار، إذا قال أحد المناصرين ويدعى، رافائيل، يبلغ من العمر 29 عامًا، للوكالة نفسها في حديث سابق: "لدينا أناشيد، مثل نشيد (غزة تقاوم)، و(فلسطين موجودة)". وأضاف: "عمر فلسطين أكبر من دولة إسرائيل".
أما فرانسيسكو مونيوز (48 عامًا)، الذي يعد من أكثر مشجعي الفريق حيويةً، فهو يقصد مباريات الفريق، مرتديًا لباسًا عربيًا بالكامل، وهو تشيلي المنشأ والولادة، فيوضح انحيازه بالكامل للفريق قائلًا: "كنت يومًا في مؤتمر، حيث رأيت الإسرائيليين يخرجون الفلسطينيين من منازلهم دون سابق إنذار ويقتلونهم. وهناك بدأت أتعاطف مع هذه القضية".