اجتمع الآلاف من المناهضين للإجهاض في عدد من المدن الأميركية الجمعة، للمشاركة في المسيرة السنوية الـ 51 "من أجل الحياة"، في تجمع هو الثاني من نوعه منذ إلغاء حكم قضية "رو ضد وايد" الذي جعل الإجهاض قانونيًا في جميع أنحاء أميركا.
وفي شوارع واشنطن المغطاة بالثلوج، حذر المتظاهرون الحزب الجمهوري بأن موضوع الصحة الإنجابية الذي يعد حساسًا في الولايات المتحدة، سيؤثر بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
"تغيير الثقافة الأميركية"
وتحدى المتظاهرون صغارًا وكبارًا من جميع أنحاء البلاد انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج بكثافة، حيث حملوا لافتات تحمل شعارات مناهضة للإجهاض، على الطريق الذي المؤدي إلى مبنى الكابيتول الأميركي والمحكمة العليا.
كما علت هتافات مثل "الإجهاض جريمة قتل" بين المتظاهرين أثناء سيرهم باتجاه مبنى الكابيتول، فيما حمل البعض رموزًا دينية مسيحية وحضوا الأميركيين على "إنجاب مزيد من الأطفال".
وهناك في الكابيتول، أبطل القضاة في يونيو/ حزيران 2022 قضية "رو ضد وايد" في حكم أنهى الحماية الفيدرالية للإجهاض، حيث شكلت مسيرة "من أجل الحياة" العام الماضي انتصارا لمناهضي الإجهاض بعد هذا القرار التاريخي.
وجاء المنظمون والمتظاهرون إلى العاصمة هذا العام لتجديد تمسكهم بهذه الخطوة، وذلك كون الولايات المتحدة على بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن تؤثر فيها قضايا الإجهاض بشكل كبير على الناخبين.
ويقول منظمو "المسيرة من أجل الحياة" السنوية إن هدف حركتهم ليس تغيير القوانين فحسب، بل "تغيير الثقافة لجعل الإجهاض في نهاية المطاف أمرًا غير وارد".
ورقة ضغط انتخابية
وزاد القرار الصادر عن المحكمة العليا الأميركية التي يهيمن عليها المحافظون، من حدية المعارك التشريعية والقضائية في الولايات والمناطق الأميركية، إذ يعطي لكل ولاية حرية سن قوانينها المتعلقة بالإجهاض.
وصوتت العديد من الولايات مثل كاليفورنيا وكنساس وكنتاكي وأوهايو تأييدا لإبقاء حقوق الإجهاض، أو لرفض المساعي الرامية لتقييدها.
ويحذر مناهضو الإجهاض الجمهوريين من تقديم تنازلات بشأن هذه القضية، في وقت تبين أن الدفاع عن الإجهاض أثبت أنه إستراتيجية رابحة للديمقراطيين.
وكُتب على إحدى اللافتات التي رفعت خلال التظاهرة في واشنطن: "أيها الحزب الجمهوري، نحن نصوت مع الحياة أولًا".
ويعدّ الإجهاض موضوعًا لا مفر منه في الحملة الرئاسية لعام 2024، حيث تستعد كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، لجولة على مستوى البلاد للدفاع عن خيارات الحقوق الإنجابية.
منذ إلغاء حماية حق الإجهاض على مستوى البلاد تحركت العديد من الولايات التي يقودها الجمهوريون لفرض قيود مشددة على الإجهاض بل حتى حظره، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر أن أغلبية واضحة من الأميركيين تدعم استمرار الوصول الآمن إلى الإجهاض.