تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الإثنين، بالردّ بعد هجوم بطائرة مسيّرة الأحد أدى إلى مقتل 3 عسكريين أميركيين في قاعدة "برج 22" اللوجستية في شمال شرق الأردن قرب الحدود السورية، متهمًا فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.
من جهته، قال وزير المخابرات الإيراني إسماعيل خطيب إنّ الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في المنطقة تردّ على "المعتدين الأميركيين" وفقًا لتقديراتها.
من جهتها، استنكرت الحكومة العراقية الهجوم، ووصفته بأنّه جزء من تصعيد يُهدّد الاستقرار الإقليمي، وحثّت على إنهاء "دوامة العنف".
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" أنّها نفّذت هجمات "بطائرات مسيّرة" فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن، مشيرة إلى أنّ الهجمات تأتي في إطار مقاومة "الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة"، و"رد على مجازر" إسرائيل في قطاع غزة.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل حوالي أربعة أشهر، والتي أدت إلى تصاعد التوتر بشكل عام في الشرق الأوسط وعلى عدة جبهات من العراق فسوريا إلى اليمن ولبنان.
"الردّ بالطريقة الملائمة"
وفي إطار الردّ الأميركي على الهجوم، قال بايدن في بيان: "بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أنّ جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفّذته"، مضيفًا: "سنواصل التزامنا بمحاربة الإرهاب، وسنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها".
أما وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، فتعهد بأن الولايات المتحدة ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية" للدفاع عن القوات الأميركية.
وقال أوستن في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون): "دعوني أبدأ بالتعبير عن غضبي وأسفي (على) مقتل ثلاثة جنود أميركيين شجعان في الأردن وعلى الجنود الآخرين الذين أُصيبوا".
وأضاف: "لن نتسامح أنا والرئيس مع الهجمات على القوات الأميركية وسنتخذ كل التحركات الضرورية للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا".
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن الرئيس بايدن "سيرّد" على هجوم الأحد "بالطريقة الملائمة"، مضيفًا: "لكننا لا نسعى إلى حرب مع إيران. لا نريد نزاعًا أوسع في الشرق الأوسط".
نفي إيراني
ونفت إيران الإثنين ضلوعها في الهجوم، معتبرة أنّ الاتهامات الأميركية "سياسية وتهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان، أنّ "الجمهورية الإسلامية لا تريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أنّ "جماعات المقاومة في المنطقة لا تتلقّى أوامر من إيران في قراراتها وتصرّفاتها، ولا تتدخّل إيران في قرارات هذه الفصائل بشأن كيفية دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن نفسها وشعب بلدها ضد أي عدوان واحتلال".
بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان، "في وقت يدعو العراق إلى وقف دوامة العنف، فإنه يؤكد استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنّب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع".
وأضاف أنّ "انعكاس هذه التطورات يهدّد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ويقوّض جهود مكافحة الإرهاب والمخدرات، وكذلك يعرّض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر".
ووقع الهجوم على قاعدة "برج 22"، غداة بدء العراق والولايات المتحدة محادثات بشأن إنهاء التحالف العسكري الدولي في العراق الذي تقوده واشنطن منذ عشر سنوات في إطار الحملة ضد "تنظيم الدولة".
وقالت فصائل عراقية متحالفة مع إيران إنّها ستواصل الهجمات على القوات الأميركية، رغم المحادثات التي من المتوقع أن تستغرق شهورًا أو سنوات مع عدم وضوح نتائجها.
ووفقًا لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، استُهدفت القوات الأميركية بأكثر من 158 هجومًا في سوريا والعراق منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وردّت واشنطن على هذه الهجمات بسلسلة ضربات في العراق استهدفت مجموعات موالية لإيران.
كما ردّت الولايات المتحدة وبريطانيا بضربات مشتركة على مواقع للحوثيين في اليمن، الذين يشنون أيضًا هجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، تستهدف سفنًا مرتبطة بإسرائيل، وذلك دعمًا للفلسطينيين.
وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر، وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه.