دفع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بطبيب فلسطيني لفتح عيادة استشارية للنازحات الحوامل داخل خيمة للاجئين في رفح، بعد أن فاقمت الحرب من معانتهن.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أكدت الشهر الماضي أن النساء الحوامل في القطاع يواجهن تحديات "تفوق الخيال".
العيادة "الخيمة"
وعاين مراسل "العربي" في غزة، صالح الناطور، الخيمة "العيادة" التي شيدها من النايلون والأخشاب الطبيب محمد الرقب، الأخصائي في طب النساء والولادة بعدما نزح من مدينة خانيونس إلى رفح، عقب استهداف الاحتلال مجمع ناصر الطبي حيث كان يعمل.
وقال الرقب إن فكرة وجود العيادة، "كانت ضرورية نظرًا لحاجة الحوامل إلى متابعة مراحل حملهن خلال الظروف الصعبة التي نمر فيها، وغياب مراكز الرعاية الأولية المتخصصة في هذا الشأن، حيث لم يتبق إلا مشفى واحد لهذه الحالات، وهو مستشفى الهلال الإماراتي الذي لا يمكن له متابعة هذا العدد من النساء الحوامل".
بدوره، قال مراسل "العربي" إنه وقياسًا لأرقام وزارة الصحة بالقطاع حاليًا، فإن عدد النساء الحوامل ناهز 60 ألفًا حاليًا، وهن يتعرضن لظروف صعبة جدًا في متابعة حملهن، بسبب خروج أغلب مستشفيات القطاع عن الخدمة، إضافة لانقطاع الأدوية، والمواد الغذائية الكافية.
الولادة في الخيام
الطبيب الرقب، أشار إلى أن حمل زوجته كان دافعًا لتشييد تلك العيادة "الخيمة"، حيث لم تستطع أن تحظى برعاية أولية خلال فترات حملها الأخيرة، الأمر الذي انعكس عليها قبل عملية الولادة، التي خضعت لها في خيمة بلاستيكية وفي ظروف مناخية صعبة، ما أدى لمضاعفات تعرضت لها لمدة أسبوع.
وروى أنه اضطر كذلك لوضع الطفلة المولودة في العناية المركزة لأسبوع، وقال: "لا أرغب بأن تمر أي سيدة أخرى في تلك المعاناة التي لمستها في حمل زوجتي، أو في الظروف التي تعرضت لها ابنتي المولودة حديثًا".
وكانت المتحدثة باسم "اليونيسف" تيس إنغرام تحدثت بعد عودتها من زيارة إلى غزة الشهر الماضي، عن مشاهداتها التي تضمنت أمهات نزفن حتى الموت، وممرضة اضطرت لإجراء عمليات ولادة قيصرية لست نساء حوامل متوفيات.
وأخبرت إنغرام صحافيين في جنيف أن "هناك طفلًا يولد كل عشر دقائق وسط هذه الحرب المروّعة". وأضافت: "الأمومة يجب أن تكون مناسبة للاحتفال. في غزة، إنها طفل آخر يخرج إلى الجحيم"، مشددة على ضرورة أن يكون هناك تحرك دولي عاجل.