"اتفاق" إيران ووكالة الطاقة الذرية.. كيف ينعكس على مفاوضات فيينا؟
أعلنت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء أنهما توصلتا إلى اتفاق حول استبدال معدات مراقبة متضررة في منشأة كرج المخصصة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي غرب طهران، في خطوة اعتبرتها وسائل إعلام محلية "بادرة حسن نية" من جانب الجمهورية الإسلامية.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من التباين والمباحثات بين طهران والوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن المنشأة النووية، ما أثار انتقادات ومآخذ من الدول الغربية حيال الجمهورية الإسلامية. كما يتزامن مع المباحثات الجارية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، والهادفة لإحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا منه قبل ثلاثة أعوام.
وذكرت وكالة "نور نيوز" الإخبارية التي تعد مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه "في بادرة حسن نية، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتركيب كاميرات جديدة لتحل محل تلك التي تضررت خلال عملية تخريبية" استهدفت منشأة كرج النووية.
من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، في بيان أنه "عقب اتفاق تم التوصل إليه الأربعاء بين المدير العام للوكالة رافاييل غروسي ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي"، فإن الوكالة الدولية بصدد نصب "كاميرات مراقبة جديدة قريبًا في موقع كرج المصنع لأجهزة الطرد المركزي".
كيف يُقرَأ الاتفاق إيرانيًا؟
وبحسب مراسل "العربي" في طهران حازم كلاس، فإنّ طهران تدرك الارتباط بين التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبين ما يحدث في فيينا، لكنها تقول إن دور الوكالة تقني ولا دور سياسيًا لها في الاتفاق النووي.
ويشير إلى أنّ إيران كانت مصرة منذ استهداف منشأة كرج واتهامها إسرائيل بالوقوف وراءه، على منع مفتشي الوكالة من الوصول إلى هذه المنشأة باعتبار أنه يخرج عن كل الاتفاقيات التي لا تزال طهران ملتزمة بها أي اتفاقية الضمان واتفاقية حظر الانتشار.
لكنه يلفت إلى أنّ طهران تدرك تمامًا تأثير تعاونها على النظرة إلى برنامجها النووي، وتعرف أنه يمكن أن يرخي بظلاله على مفاوضات فينيا، ومن هنا كان هذا الاتفاق بين طهران والوكالة الدولية.
وفيما يذكّر بأنّ إيران كانت تشترط أن تدين الوكالة استهداف هذه المنشأة من قبل إسرائيل، ينقل عن مسؤولين إيرانيين قولهما إنّ هذه الإدانة "وصلت وسُمِعت".
الموقف الأميركي "على حاله"
من جهته، يشير مراسل "العربي" في واشنطن عماد الرواشدة إلى أنّ ما يهمّ الولايات المتحدة هو قرار إيراني واضح بالعودة إلى المفاوضات الجادة حسب تعبير واشنطن حول اتفاق 2015.
ويلفت إلى أنّ موضوع الاتفاق الأخير مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية موضوع تقني، حيث تريد إيران إرسال رسائل إيجابية إلى واشنطن لكن لا يبدو واضحًا إن كانت هذه الرسائل ستترجم عمليًا على الأرض، وفقًا لمراسلنا.
ويشدد على أنّ الولايات المتحدة تعتقد أن العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترمب ليست جميعها متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وبعضها مرتبط بدور إيران الإقليمي وبالتالي لا يجوز وضعها على طاولة المفاوضات.
مقاربة إسرائيلية جديدة
في المقابل، يتحدّث مراسل "العربي" في عكا أحمد الدراوشة عن صمت إسرائيلي مطبق في ما يتعلق بإيران والولايات المتحدة منذ عودة المسؤولين الأميركيين من واشنطن.
ويشير إلى أنّه اتضح اليوم أنّ هذا الصمت هو نتيجة مقاربة إسرائيلية جديدة تقترب من المقاربة الأميركية في ما يتعلق بقدرة إيران على الوصول إلى القنبلة النووية.
ويوضح أنّ إسرائيل لن تنظر من اليوم فصاعدًا إلى درجة تخصيب اليورانيوم إنما إلى كمية اليورانيوم المخصَّب الذي تملكه إيران.
وينقل عن الصحافة الإسرائيلية أنّ هذا العدد ما زال قليلًا وهو لا يكفي للوصول إلى قنبلة نووية، وبالتالي فإنّ هذه الأمور تريح إسرائيل لأنها تعطيها متسعًا من الوقت للاستعداد عسكريًا.
ويلفت إلى أنّ الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين مستمرة حيث يفترض أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي إسرائيل يوم الأربعاء المقبل لبحث الموضوع الإيراني خصوصًا.