كشفت أبرز الصحف الأجنبية الصادرة اليوم السبت عن استمرار الدعم الأميركي العسكري لإسرائيل، رغم المخاوف بشأن هجوم رفح وانتهاكاتها للقوانين الدولية والقرارات الأممية في عدوانها المستمر على غزة.
فقد كشف John Hudson في صحيفة "واشنطن بوست" عن استمرار الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بأسلحة جديدة، لافتًا إلى أنه على الرغم من مخاوف واشنطن بشأن هجوم متوقع على رفح، سمحت إدارة الرئيس جو بايدن بنقل قنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل.
ونقل عن مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية أن من بين حزم الأسلحة الجديدة 1800 قنبلة زنة ألفي رطل وهي نفسها التي استخدمتها إسرائيل خلال الحرب على غزة، وتسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وتحديدًا في قصف مخيم جباليا في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ورأى الكاتب أن هذا الأمر يؤكد أنه على الرغم من الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سلوك الحرب، ترى إدارة بايدن أنه يجب استمرار الدعم العسكري بمعزل عن تصرفات بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن العديد من الانتقادات وخاصة من الديمقراطيين طالت بايدن، بسبب هذه الخطوة، في ظل عدم التزام إسرائيل بحماية المدنيين، وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات، وأن نبذ واشنطن على الساحة الدولية، بسبب دعمها لإسرائيل بات يثير غضب بعض الديمقراطيين في الكونغرس، الذين دعا بعضهم إلى مزيد من الشفافية في عمليات نقل الأسلحة.
بعد قرار وقف إطلاق النار هل تغير شيء في غزة؟
أما في صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد توقف Matthew Mpoke Bigg عند عدم التزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن الوقائع تبين أن الإسرائيليين يتجاهلون الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ويصرون على مواصلة الحرب.
وأضاف أنه لم يكن هناك تحول على الأرض، فالقوات الإسرائيلية مستمرة في قصف غزة، وتواصل هجومها على مستشفى الشفاء في شمال القطاع، مشيرًا إلى أنه أمام هذا الواقع فإن مجلس الأمن لا يملك سوى خيارات قليلة من بينها فرض عقوبات على المخالفين لقراراته، مثل منع السفر وفرض قيود اقتصادية وحظر الأسلحة.
لكن بحسب الخبراء، فإن أي إجراء إضافي يستوجب قرارًا جديدًا، وتمريره سيتطلب موافقة الدول الخمس التي تتمتع بحق النقض في المجلس، من بينها الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل.
واقع الحرب القاتم في غزة خلال رمضان
بدورها، استعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" الصراع اليومي من أجل البقاء الذي يعيشه أهالي غزة خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن فرحة طقوس رمضان غائبة عن غزة، بعد أن دمرت الغارات العديد من المساجد، والأهالي يتجنبون التجمعات الكبيرة خشية الاستهداف الإسرائيلي.
وتنقل أن أصوات أذان المساجد اختفت، وحل مكانها أزيز الطائرات المسيرة والانفجارات وإطلاق النار. وفي الحالات النادرة، يسمع الأذان، ويتبعه إعلان يحث المصلين على الصلاة في منازلهم وعدم التجمع خارجها.
كما أن أسعار المواد الغذائية في القطاع ارتفعت إلى أكثر من الضعف منذ بدء الحرب، ووصلت أسعار بعض المواد الأساسية مثل الدقيق إلى عشرة أضعاف.
ويقول رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الشفاء للصحيفة إنه يقضي ساعات يوميًا في إجراء العمليات الجراحية، ويفطر في المستشفى مع زملائه وغالبًا تكون الوجبة عبارة عن أعشاب كانوا يعتبرونها قبل الحرب غير صالحة للأكل، وإذا كان شخص ما محظوظا، يحصل على العدس.
صحيفة "الغارديان" البريطانية تطرقت إلى الإبادة البيئية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، مشيرة إلى أن تحليل صور الأقمار الصناعية يبين تدمير ما يتراوح بين 38 و48% من الغطاء الشجري والأراضي الزراعية في غزة.
وأضافت أن بساتين الزيتون والمزارع تحولت إلى أراض قاحلة؛ وتلوثت التربة والمياه الجوفية بالذخائر والسموم؛ ويختنق البحر بمياه الصرف الصحي والنفايات؛ عدا عن الهواء الملوث.
ويقول باحثون ومسؤولون في منظمات بيئية للصحيفة: إن الدمار ستكون له آثار هائلة على النظم البيئية والتنوع البيولوجي في غزة على المدى الطويل، ويعتبرون الحاصل في غزة "إبادة بيئية" ويجب التحقيق فيها باعتبارها جريمة حرب محتملة.
وتوضح الصحيفة أنه بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن شن هجوم رغم العلم بأنه سيسبب أضرارًا جسيمة وواسعة النطاق وطويلة الأجل للبيئة، يعد جريمة حرب.