أدت المنافسة المحتدمة مع مصنّعي السيارات الصينيين، إلى اتخاذ شركة "تسلا" قرارًا بتقليص عمالتها في أرجاء العالم بنسبة 10%.
واضطرت "تسلا" - التي يقودها الملياردير إيلون ماسك - إلى خفض أسعار مركباتها غير مرة، في مسعى منها لمواجهة المنافسين الصينيين، الذين تمكنوا من حيازة جزء من الحصة السوقية للشركة الأميركية.
تهديد لـ "تسلا"
فبعدما ظنت شركة "تسلا" أنها أطبقت على سوق السيارات الكهربائية، جاء التهديد ليس من "بي إم دبليو" الألمانية ولا "تويوتا" اليابانية، ولا حتى من هيونداي" الكورية، بل من طرف المصنعين الصينيين، الذين يستفيدون من انخفاض تكلفة المدخلات، ومن اقتصاد الحجم الناجم عن كثافة عملياتهم الإنتاجية.
وكانت "تسلا"، التي فقدت صدارة السوق لصالح "بي واي دي" الصينية، قد اضطرت في الأشهر الماضية إلى خفض أسعار مركباتها غير ما مرة.
ويبدو أن هذه السياسة لم تؤتِ ثمارها، فاضطر رئيسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك للجوء إلى آخر الحلول المتاحة عبر خفض عدد موظفي الشركة في أرجاء العالم، بواقع 10% من مجمل القوة العاملة، وهو ما يناهز 14 ألف شخص.
زيادة الابتكار في "تسلا"
وبينما أعرب ماسك عن حزنه وأسفه للخطوة التي اضطرت إليها شركته، قال في بيان إنها كانت ضرورية لزيادة الابتكار في "تسلا"، وتضحي أكثر تعطشًا لدورة النمو المقبلة، على حد تعبيره.
غير أن هذه الخطوة لم تكن مستغربة من الثري الأميركي، إذ أقدم على أخرى مشابهة عند استحواذه على منصة التواصل "تويتر"، قبل أن يغير اسمها إلى "أكس" حين ضحى بنحو 80% من موظفيها.
لكن "أكس" مختلفة نسبيًا عن "تسلا"، إذ لا تزال المصدر الأول للتدوينات القصيرة، بينما تواجه الثانية تحديات عكستها مبيعاتها المتراجعة في الربع الأول من العام الحالي بنحو 20%، لتقتصر على 387 ألف مركبة.
وأمام ذلك، لا يخشى ماسك من "بي واي دي" فقط، بل من عدد كبير من العلامات التجارية الصينية التي بدأت تحقيق نجاح في سوق السيارات الكهربائية، وهي لا تبدأ مع "جيلي" و"شانغان"، ولا تنتهي مع الوليدة الجديدة "شاومي".
وهذا التحول يؤكد من جديد استمرار صعود نجم التنين الآسيوي العملاق في مواجهة القوة الاقتصادية الأميركية الضاربة.