أوقف رجال الإغاثة بحثهم اليوم الجمعة في منجم يشم غير نظامي انهار جرّاء انزلاق التربة في شمال ميانمار، وأسفر عن مقتل ستة عمال وفقدان العشرات يعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وفور وقوع الكارثة يوم الأربعاء بالقرب من باكانت، قدرت السلطات أنّ ما لا يقل عن 70 شخصًا جرفتهم سيول من الطين والحجر، لتشير بعد ذلك إلى أن هذا العدد غير مؤكد.
انجراف الطين والصخور
وأوضح عامل الإغاثة كو جاك لوكالة "فرانس برس": "أوقفنا البحث في الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم وعثرنا اليوم على جثتين، ليبلغ العدد الإجمالي ست جثث".
وقال: إنّ فرقه ستوقف عمليات الغوص، ومن المرجح أن يكون المفقودون قد طمروا. وتحوّل أسفل التلة إلى بحيرة بفعل انجراف الطين والصخور.
ومن الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين كانوا يعملون قبل هذه الكارثة الجديدة، بحسب عمال الإنقاذ، كون العائلات تحجم عن الإفشاء بعمل أقاربها ويمتنع الناجون عن الإفصاح عن أنفسهم.
من جهته، أشار ناشط محلي إلى أن مئات العمال عاودوا العمل في باكانت خلال موسم الأمطار للتنقيب في المناجم، على الرغم من الحظر الذي فرضه المجلس العسكري الحاكم حتى مارس/ آذار 2022.
The death toll from a landslide at an illegal jade mine in northern Myanmar rose to four on Thursday, rescuers said, warning that dozens of missing persons were likely to have died. The authorities initially stated that at least 70 people were missing. #landslide #landslides pic.twitter.com/n5bEVgp8hC
— Aleksander Onishchuk (@Brave_spirit81) December 23, 2021
أسوأ كارثة سجلت العام الماضي
وكلّ سنة يلقى عشرات العمال حتفهم بسبب ظروف العمل الخطرة في مناجم اليشم غير الخاضعة لضوابط نظامية أو قيود واضحة لشروط التعاقد.
وكانت أمطار موسمية غزيرة تسببت عام 2020 بأسوأ كارثة مع طمر 300 عامل منجم في انزلاق تربة في جبل باكانت قلب منطقة المناجم هذه قرب الحدود الصينية.
في باكانت، يأتي عمال المناجم من جميع أنحاء بورما لكسب لقمة العيش من خلال الحفر في المواقع المفتوحة التي تركتها شركات التعدين على أمل العثور على كتل اليشم المنسية.
قطاع يدر أموالًا كثيرة
وساعد اليشم والموارد الطبيعية الأخرى الوفيرة في شمال ميانمار، ومنها الخشب والذهب والعنبر، في تمويل كلا الجانبين خلال حرب أهلية استمرت عقودًا بين المتمردين من أثنية كاشين والجيش.
وأتى الانقلاب في فبراير/ شباط الماضي على أي فرصة لإنجاز إصلاح هذا القطاع الذي باشرته أونغ سان سو تشي على ما قالت "غلوبال ويتنس"، وهي هيئة مراقبة في تقرير صدر عام 2021.
وتحقق ميانمار إيرادات كبيرة جدًّا من هذا الحجر الكريم الذي يلقى إقبالًا في الصين خصوصًا. وتجني من هذا القطاع أكثر من 30 مليار دولار في السنة، أي ما يوازي نحو نصف إجمالي الناتج المحلي في البلد.