لم تسلم من العدوان.. فلسطيني يروي ذكرياته مع قيثارة سرقها الاحتلال

روى الفنان الفلسطيني حمادة نصر الله واقعة سرقة جندي بجيش الاحتلال الإسرائيلي لقيثارته في شمال غزة، إبان العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وأكد نصر الله الذي جرى تهجيره من شمال غزة أن جنديًا إسرائيليًا سرق قيثارته، مبينًا أن عليها علامة وهو يعرفها من الخدش الذي فيها، ومن لونها، ودرجة لونها، ومن المكان الذي صور فيه الفيديو.

سرقة القيثارة

وكان قد انتشر تسجيل مصوّر لجندي إسرائيلي يدعى ماتان كوهين في قطاع غزة وهو يحمل قيثارة ويعزف عليها بين الركام.

واتضح لاحقًا أن القيثارة التي بيد الجندي سرقها من بيت أسرة فلسطينية في شمال غربي القطاع.

وقال نصر الله: "الغيتار صار فيه زي ما صار في أي إشي في غزة، كل إشي راح، كل إشي اتدمر".

وتأكّد نصر الله من قيثارته حين انتشار التسجيل المصوّر، لافتًا إلى أنه شعر بالغضب لوقوعها بيد الجندي الإسرائيلي.

رحلة تعلّم العزف

وحمادة نصر الله تلقى القيثارة هدية من والده قبل وفاته عام 2014، فكانت بداية تعلّمه العزف والموسيقى ونواة مسيرة فنية أوصلته إلى العالمية.

والده الراحل آمن بموهبته وشجعه على تطويرها. وقد كان معه في مختلف محطاتها حتى وفاته، قبل أن تشن إسرائيل أحدث حروبها على غزة وتجتاح شمال القطاع وتدمره ليكتشف حمادة أن جنديًا إسرائيليًا سرق القيثارة.

حمادة دفعه العدوان الإسرائيلي إلى النزوح، ثم إلى مغادرة القطاع تاركًا خلفه آمالًا وذكريات دمرتها الحرب والقصف.

وقال نصر الله إنه قبل أسبوع من العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، قام بتحميل مقطع فيديو على تطبيق "تيك توك" وهو يعزف على القيثارة داخل منزله.

وذكر أنه عندما شاهد قيثارته بيد الجندي الإسرائيلي، قام بدمج الفيديو الذي صوّره في منزله مع الفيديو الذي يظهر فيه الجندي ونشره على تطبيقي تيك تيوك وسناب شات.

يذكر أن حمادة نصر الله أسّس مع مجموعة من أصدقائه في غزة فرقة "صول" عام 2012، ليتناولوا بموسيقاهم قضايا وهمومًا اجتماعية وإنسانية عمّا يعانيه الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأدية أغان أخرى فلكلورية وطربية تقليدية.

وقد تمكن أفراد الفرقة من مغادرة القطاع أخيرًا في أبريل/ نيسان 2024، قبل أن تحتل إسرائيل معبر رفح وتغلق كل منافذ غزة.