Skip to main content

اعتقالات تسبق مليونية "30 ديسمبر".. هل يستقيل حمدوك اليوم؟

الخميس 30 ديسمبر 2021
واجهت السلطات العسكرية المتظاهرين بالعنف

تنطلق، اليوم الخميس، في الخرطوم تظاهرات جديدة باتجاه القصر الجمهوري رفضًا لإجراءات الاتفاق الموقع بين رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك.

وأعلن تجمّع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير دعمهما لـ"مليونية 30 ديسمبر"، والتي تعد الأخيرة فيما يُعرف بجدول التصعيد الثوري الذي أعلنت عنه تنسيقيات لجان المقاومة مطلع الشهر الجاري.

وللمرة الأولى، كشف البرهان، أمس الاربعاء، أن حمدوك أبلغهم رسميًا عزمه الاستقالة، إذا لم يحدث توافق بين القوى السياسية.

اعتقالات وإغلاق جسور 

ومع الإعلان عن الاحتجاجات، قامت السلطات السودانية بإغلاق معظم الجسور في العاصمة الخرطوم باستثناء جسري الحلفايا وسوبا، أمام حركة السير بداية من ليل الأربعاء، من دون تحديد موعد انتهاء ذلك الإجراء أو سبب ذلك.

وهذه هي المرة الرابعة، التي تُغلق فيها السلطات الجسور، منذ انطلاق "مليونية 19 ديسمبر".

إلى ذلك، نظمت لجان المقاومة بالخرطوم، مساء الأربعاء، مظاهرات ليلية حاشدة استعدادًا لمليونية الغد. وشهدت أحياء في الخرطوم وبحري وأم درمان، مواكب دعائية للمليونية المرتقبة.

بدوره، كشف "تجمع المهنيين السودانيين" أن السلطات شنّت حملة اعتقالات طالت عددًا من القوى الثورية في لجان المقاومة والقوى النقابية، في بجبرة، والصافية، والخرطوم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وقال التجمع، في بيان الخميس: "تنفذ القوات والمليشيات المأجورة التابعة للمجلس العسكري الانقلابي في هذه اللحظات حملة مسعورة من الاعتقالات تستهدف عضوية القوى الثورية في لجان المقاومة والقوى النقابية، في محاولة لثني القوى الثورية من حركتها المقاومة الصامدة وأهدافها في إسقاط الانقلاب العسكري".

البرهان يشدّد على إجراء الانتخابات

من جهته، قال مصدر سياسي سوداني إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان شدد، خلال لقائه مع قوى سياسية سودانية، على التمسّك بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.

وفي السياق، سلم حزب "الأمة القومي" السوداني، أمس الأربعاء، البرهان نسخة من خارطة طريق "لاستعادة الشرعية واستكمال مهام المرحلة الانتقالية" بالبلاد، مؤكدا سعيه لجمع الصف الوطني.

غير أن الحديث عن الانتخابات مليء بالتناقضات، حيث يرى البعض أن أجواء الانقلاب لا يُمكن أن تؤدي إلى ديمقراطية نزيهة.

وقال طارق كنديك، قيادي في حزب البعث السوداني في حديث إلى "العربي"، على ضرورة اجراء انتخابات ديمقراطية يختار بموجبها الشعب السوداني قياداته التنفيذية والتشريعية، لكن عقب التخلص من آثار الانقلاب.

وكلما اشتدت الاحتجاجات وتعالى صوت المدنية، تلوّح السلطات العسكرية بالانتخابات وسط رفض من غالبية القوى السياسية التي ترى أن 30 عامًا من الجمود السياسي في ظل النظام السابق لم تفض إلى نشاط حزبي عادل.

وتحدّث كمال عمر، الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي السوداني" في حديث إلى "العربي"، عن إقصاء سياسي يطال العديد من الأحزاب.

دلاي: لا نثق بدعوة العسكر للانتخابات

بدوره، شكّك صديق دلاي، قيادي في "قوى الحرية والتغيير"، في صدق دعوة العسكر إلى الانتخابات.

وتحدّث دلاي، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، عن مخاوف من القمع العسكري خلال الانتخابات.

وأكد أن الشارع السوداني هو الذي يملك الكلمة العليا في الساحة السياسية السودانية، وهو في أقوى حالاته.

وكان حمدوك والبرهان وقعا في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اتفاقًا سياسيًا أعيد بموجبه حمدوك إلى رئاسة الوزراء، ولكن بدون العودة إلى الشراكة بين المكونين المدني والعسكري، التي انهارت إثر الإجراءات الاستثنائية التي فرضها الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي حلت بموجبها الحكومة ومجلس السيادة السابق، وعلق العمل بالوثيقة الدستورية.

كما نص الاتفاق المذكور، على إطلاق جميع المعتقلين، وتشكيل حكومة جديدة، والعمل على توحيد القوات العسكرية، وإرساء السبيل الديمقراطي في البلاد.

إلا أن هذا الاتفاق فتح الباب لعدة انتقادات، بوجه رئيس الحكومة، وأفقده جزءًا واسعًا من قاعدته أو حاضنته المدنية، ولا سيما من "قوى الحرية والتغيير"، التي أعلنت رفضها له.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة