الأحد 29 Sep / September 2024

بعد استقالته من حكومة الحرب.. هل يحقق غانتس طموحه بإزاحة نتنياهو؟

بعد استقالته من حكومة الحرب.. هل يحقق غانتس طموحه بإزاحة نتنياهو؟

شارك القصة

يعد انسحاب بيني غانتس من الحكومة الضربة السياسة الرئيسية الأولى التي يتلقاها نتنياهو خلال الحرب- رويترز
يعد انسحاب بيني غانتس من الحكومة الضربة السياسية الرئيسية الأولى التي يتلقاها نتنياهو خلال الحرب- رويترز
يأمل بيني غانتس الاستفادة من نقمة شعبية على خلفية إخفاق نتنياهو في إعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة لإزاحته عن السلطة.

أعلن الوزير في حكومة الطوارئ في إسرائيل، بني غانتس، أمس الأحد، استقالته بعد ثلاثة أسابيع من منحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهلة من أجل التوصل إلى إستراتيجية واضحة لما بعد الحرب في غزة.

فقد دخل غانتس في خلافات متكررة مع نتنياهو والأحزاب الدينية القومية المتطرفة في الائتلاف الحاكم بشأن إدارة الحرب الدموية المتواصلة على قطاع غزة.

والوزير في حكومة الحرب الذي استقال من منصبه يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر الإطاحة بحكومة نتنياهو. ورغم مشاركته في صناعة القرار أثناء ارتكاب المجازر بحق المدنيين في غزة، إلا أنه اختلف مع نتنياهو بشأن طبيعة اليوم التالي للحرب.

ماذا يريد غانتس؟

يحاول بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع سابقًا، أن يحقق مكاسب سياسية، فهو يطمح للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان غانتس يفتقر للخبرة السياسية الواسعة عندما قرر إطلاق "حزب الوحدة الوطنية" من يمين الوسط في عام 2019، محددًا هدفًا صريحًا بإزاحة نتنياهو عن السلطة، بحسب وكالة "فرانس برس".

لكنه يأمل بعد خمس سنوات على ذلك الاستفادة من نقمة شعبية على خلفية إخفاق نتنياهو في إعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد اندلاع الحرب على غزة.

انضم غانتس لحكومة الوحدة بعد أيام على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة- الأناضول
انضم غانتس لحكومة الوحدة بعد أيام على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة- الأناضول

واندلعت الحرب في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على مدن غلاف غزة، وأسرت خلالها أكثر من مئتي إسرائيلي. فردت إسرائيل بشن عدوان متواصل أسفر عن استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني.

وبعد أيام على بدء الحرب، انضم غانتس الذي بلغ الخامسة والستين أمس الأحد إلى حكومة الحرب برئاسة نتنياهو وأصبح وزيرًا من دون حقيبة في إدارة منافسه التي سميت "حكومة الوحدة".

وقال غانتس الذي كان أحد زعماء المعارضة الرئيسيين حينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إسرائيل فوق كل اعتبار".

لكن في كلمة متلفزة الأحد، قال غانتس: "إن نتنياهو يمنعنا من المضي نحو نصر حقيقي. ولهذا السبب نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بإخلاص تام"، وفق قوله. 

ضربة سياسية لنتنياهو

لكن من غير المتوقع أن تؤدي استقالة غانتس إلى إسقاط الحكومة المشكّلة من ائتلاف يضم أحزابًا دينية وقومية متطرفة.

إلا أن استقالة غانتس تعد ضربة سياسية رئيسية أولى يتلقاها نتنياهو خلال الحرب مما يعكس الضغوط الداخلية المتنامية حول إدارته للوضع.

وأثار غانتس غضب حزب الليكود بزعامة نتنياهو في مارس/ آذار عندما قام بزيارة رسمية لواشنطن.

وواصل مناوراته السياسية في الأسابيع التالية، داعيًا إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وموجهًا تحذيرًا لنتنياهو مفاده إما أن يقبل بخطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من يونيو/ حزيران وإلا استقال من الحكومة.

والشهر الماضي، قال حزبه إنه تقدم باقتراح قانون لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة لا يملك فرصًا كبيرة للفوز بها في مواجهة ائتلاف نتنياهو.

معارك انتخابية ضد نتنياهو

ومنذ دخوله المعترك السياسي، خاض غانتس معارك انتخابية عدة ضد نتنياهو من دون إلحاق هزيمة فعلية به.

وحاول غانتس الاعتماد على خلفيته العسكرية ناشرًا في عام 2019 مقاطع مصورة خلال حملته الانتخابية بعنوان "وحده القوي يستمر" ركزت على عمليات عسكرية في غزة.

وشكل تحالفًا للتناوب على السلطة مع نتنياهو في مايو/ أيار 2020 في محاولة لمواجهة جائحة كوفيد-19 إلا أن نتنياهو لم يحترم الاتفاق.

وأدى الوضع إلى تنظيم انتخابات جديدة في عام 2021 انضم غانتس بنتيجتها إلى ائتلاف حكومي بقيادة يائير لبيد.

خاض غانتس معارك انتخابية عدة ضد نتنياهو منذ دخوله المعترك السياسي- الأناضول
خاض غانتس معارك انتخابية عدة ضد نتنياهو منذ دخوله المعترك السياسي- الأناضول

وقال غانتس في عام 2022 في حديث صحفي: "آمل أن أكون قادرًا على جمع أكبر عدد ممكن من الأحزاب من حولي، ووضع حدّ لنير نتنياهو السياسي وتشكيل حكومة دون الاعتماد على التطرف".

لكن جهوده فشلت وتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف بدعم من أحزاب اليمين المتطرف. ويرجح محللون ألا يتمكن غانتس من إزاحة نتنياهو عن السلطة حتى في الوقت الراهن.

وقال المحلل السياسي إيلان غريلسامر لوكالة "فرانس برس": "إن غانتس تراجع كثيرًا في استطلاعات الرأي لأنه ينظر إليه على أنه غير صارم ومتردد جدًا ومتساهل مع نتنياهو". 

صورة الصقر 

وولد غانتس عام 1959 في قرية "كفار أحيم" في الجنوب لوالدين مهاجرين من رومانيا والمجر، من الناجين من المحرقة النازية. وقد حاول أن يقدم نفسه على أنه من الصقور سياسيًا.

وقد دعا إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجزء الأكبر من الضفة الغربية التي يحتلها الجيش منذ عام 1967 فضلًا عن ضم خور الأردن.

التحق في شبابه بالجيش كمجنّد في عام 1977 في سن الثامنة عشرة. صار مظليًا ورقي ليصبح جنرالًا عام 2001 قبل أن يعيّن رئيسًا للأركان عام 2011 وحتى 2015.

وفيما سعى إلى شن ضربات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، انخرط في الوقت نفسه في محادثات مع السلطة الفلسطينية، وقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مناسبات عدة للبحث في "قضايا أمنية واقتصادية".

وفي أغسطس/ آب 2022 وبصفته وزيرًا للدفاع، شنّ عملية خاطفة ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة استمرت ثلاثة أيام استخدم فيها الغارات الجوية والمدفعية، واستشهد فيها 49 فلسطينيًا. 

واعتبر بعد العملية أنها "نجاح على المستوى العسكري"، مضيفًا أنه "لن نتردد في المستقبل في تنفيذ عمليات أخرى من هذا النوع"، وفق وصفه.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب - رويترز
Close