Skip to main content

خطر غير مرئي في الماء.. هل تهدّد السباحة الصحة؟

السبت 6 يوليو 2024
تمثل المسطحات المائية بيئة مثالية لتكاثر مسببات الأمراض- غيتي

مع حلول فصل الصيف، تصبح السباحة الرياضة الأكثر جذبًا للكبار والصغار، لكنّ ما قد لا يعرفه كثيرون أنّها يمكن أن تنطوي على تهديدات صحية جمة في بعض الحالات.

فمهما بدت نظيفة من الخارج، إلا أنّ أحواض المياه المفتوحة مثل البحار والأنهار والبحيرات وحمامات السباحة يمكن أن تحتوي على كائنات حية تظهر عند فحصها تحت المجهر، بحسب موقع "أناتوليا جين ووركس".

المياه موطن للكائنات الحية الدقيقة 

ونجد مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة في أحواض المياه المفتوحة بما في ذلك بيض الحشرات واللافقاريات الشفافة، مثل قنديل البحر وبلح البحر، والفقاريات مثل يرقات الأسماك.

ويمكن أن يؤدي ابتلاع الإنسان العرضي للمياه التي تؤوي مثل هذه الكائنات إلى الشعور بألم في المعدة وعدم الراحة طوال اليوم. 

يفسد النشاط البشري توازن النظام البيئي للبحيرات والأنهار- غيتي

ويرتفع عدد الكائنات الحية لكل لتر مع ارتفاع درجة الحرارة في الأراضي الرطبة. 

الشواطئ وحمامات السباحة مصدر لمسببات الأمراض المعدية

كما تعد المياه مصدرًا للأمراض المعدية. فالبيئات الرطبة مثالية لتكاثر مسببات الأمراض. وبسبب ارتفاع النشاط البشري، باتت الشواطئ والمسابح العامة مراكز لانتشار العديد من الميكروبات والكائنات المسببة للأمراض. 

التهاب المعدة والأمعاء

وتتنوع الأمراض المرتبطة بالسباحة، ويعد التهاب المعدة والأمعاء من أكثر هذه الأمراض المعدية شيوعًا.

فابتلاع المياه الملوثة بالجراثيم والطفيليات الوحيدة الخلية والبكتيريا مثل الشيجلا والإشريكية القولونية والفيورويات مثل الشيجلا والإشريكية القولونية يتسبب بأمراض الجهاز الهضمي، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وتتمثل أعراض أمراض المعدة والأمعاء بالغثيان والإسهال وآلام البطن. 

التهابات العين

كما تسبب البكتيريا والفطريات التهابات العين. وبينما تعتبر حساسية العين الناجمة عن تهيج الملح والكلور والمواد الكيميائية المماثلة غير ضارة لأنها مؤقتة، فإن أمراض العين البكتيرية والفيروسية مثل التهاب الملتحمة تتطلب العلاج. 

كما يتطور التهاب الأذن الخارجية عندما تتكاثر البكتيريا التي تدخل قناة الأذن في البيئة الرطبة. 

الطفح الجلدي

إلى ذلك، تعتبر المياه الملوثة مسببًا لانتشار الالتهابات والطفح الجلدي. وبحسب موقع "كليفلاند كلينك"، يسبب الطفح الجلدي حكة مؤقتة وهو غير مُعدٍ وينتج عن طفيلي معين موجود في المياه العذبة أو المالحة. يحدث الجسم رد فعل تحسسي تجاه هذا الطفيلي، مما يسبب طفحًا جلديًا، قد يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.

تسبب الطفيليات الطفح الجلدي- غيتي

لذا يُنصح بتضميد أي جروح مفتوحة وارتداء النعال المناسبة عند التجول حول حمام السباحة والبحر. 

التهابات المسالك البولية

كذلك ترتبط التهابات المسالك البولية بالسباحة في أحيان كثرة.

فمن خلال مجرى البول، قد تصل العديد من البكتيريا والفطريات إلى الكلى والمثانة والجهاز البولي، مما يؤدي إلى أمراض تتطلب علاجًا مؤلمًا وطويل الأمد. والتهابات المسالك البولية هي أكثر شيوعًا لدى النساء لأن المسالك البولية لدى النساء أقصر من الرجال. 

الأميبا الآكلة للدماغ

كما تمثل المياه خطرًا آخر نادرًا، ولكنه مميت في كثير من الأحيان، وهو خطر الإصابة بـ"أميبا آكلة للدماغ" (Naegleria fowleri).

وتوجد هذه العدوى في المياه العذبة الدافئة والتربة الرطبة، كما تعيش في الرواسب الموجودة في قاع أجسام المياه العذبة في درجات حرارة أكثر برودة أيضًا، بحسب موقع "هيلثي تشلدرن". وتجد طريقها إلى دماغ الإنسان عبر فتحات الأنف.

تتنقل الأميبا من المياه الملوثة إلى الدماغ عبر فتحة الأنف- غيتي

ولحسن الحظ، فإن حالات العدوى الناجمة عن النيجلرية الدجاجية نادرة. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إنه تم الإبلاغ عن 31 إصابة فقط في الولايات المتحدة بين عامي 2012 و2021.

لكن في أغسطس/آب الماضي، توفي أحد سكان مقاطعة ترافيس بولاية تكساس الأميركية بعد إصابته بالعدوى أثناء السباحة في بحيرة ليندون جونسون، خارج أوستن، بحسب صحيفة "يو أس آي توداي"

الحفاظ على نظافة المياه

وللحد من وجود مسببات الأمراض في حمامات السباحة والمسطحات المائية الأخرى، هناك خطوات عملية يمكن اتخاذها لحماية الصحة العامة. فعلى سبيل المثال، تضمن عمليات الترشيح الروتينية والمواد المضافة الكيميائية مثل الملح والكلور وغيرها أن تكون حمامات السباحة خالية من العوامل المسببة للأمراض.

وطالما لا يوجد تدخل خارجي في الدورة الطبيعية للمحيطات والبحيرات والأنهار، فإن النظام البيئي سيحافظ على توازنه. 

وللحفاظ على التوازن الدقيق للخزانات الطبيعية يجب  الامتناع عن تلويثها بمياه الصرف الصحي والنفايات.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة