تعالت صيحات فرح عارم لرفاق لينين وترودسكي بنصر رمزي في قلب باريس. فمن ساحة ستالين غراد ترفرف الأعلام الحمراء في قلب جمهورية ديغول المثقلة بجراح الماضي وانقسامات الحاضر.
وسيقف رفاق رئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلونشون طويلًا عند هذه اللحظات، بعد أن منحتهم فرنسا التي أرادوها أبية ثقتها وكانت سخية في الانتخابات.
وقال ميلونشون مخاطبًا جمهوره: "إن هذه المصالح المشتركة هي البرنامج الانتخابي، الذي اخترتموه وسنطبقه بحذافيره، ولن نتجاوز صفحة أو جملة أو فاصلة وسنفي بتعهداتنا كاملة".
خيبة أمل في معسكر اليمين
وفي معسكر اليمين المتطرف، ارتفعت صيحات استهجان لصحوة اليسار وخيبة أمل من خسارة نصر كان قريب المنال، لكنه تداعى بغدر السياسة وحلف الخصوم.
ومن جهته، قال رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا: "لسوء الحظ فإن تحالف العار والترتيبات الانتخابية الخطيرة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء غبريال آتال مع التشكيلات اليسارية المتطرفة، تحرم الشعب الفرنسي من سياسة التعافي التي أيدها بأغلبية ساحقة".
وبنصر اليسار، سيفرح أيضًا حالمون من أبناء المهاجرين بجمهورية عادلة لا تنغصها شعبوية اليمين المتطرف وشعاراته العنصرية ضد أبناء البلد الواحد.
وفي حديث إلى مراسل التلفزيون العربي، تعتبر طالبة العلوم السياسية عبير جوهر أن هذا الفوز هو أفضل بكثير من سيناريو تصدر اليمين المتطرف وخصوصًا في ظل المخاوف من ملفات المهاجرين.
فرنسا الأبية يعتزم الاعتراف بفلسطين
إلى ذلك، صرحت رئيسة الكتلة النيابية لحزب فرنسا الأبية اليساري ماتيلد بانو بالقول: "سنعترف بدولة فلسطين خلال الأسبوعين المقبلين".
ومرة أخرى، لم تنجح أي كتلة سياسية بتحقيق الأغلبية البرلمانية وستعود الكرة في ملعب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يقف حائرًا على مفترق طرق يجبره على الانعطاف إمّا يمينًا أو يسارًا رغم صعوبة التعايش مع خيارين أحلاهما مر.
فقد نجح السد السياسي بتحالف اليسار والوسط بمنع اليمين المتطرف من السيطرة على البرلمان الفرنسي، لكن فرنسا المنقسمة بين يمين متطرف ويسار راديكالي تحتاج جسورًا للتعايش بين مكونات سياسية يؤمن كل منها بحتمية زوال الآخر.