Skip to main content

منظمة "محاماة" بريطانية ترهب الداعمين لفلسطين.. ما قصتها؟

الأربعاء 10 يوليو 2024
تعمل منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" على ترهيب المنظمات الداعمة لفلسطين بالأدوات القانونية- إكس

تهدد منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" الداعمين لفلسطين. وتستخدم اتهامات بـ"معاداة السامية" والتهديدات بالملاحقة القانونية لترهيب السياسيين والناشطين والفنانين والمنظمات الداعمة لفلسطين وإسكات أصواتهم. وتترصد لمن يمنح منبرًا للسردية الفلسطينية.

وتشير مؤسسة منظمة "الصوت اليهودي من أجل حزب العمل" نعومي ويمبورن إدريسي إلى أن هذه المنظمة التي تدعى "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" ترفع شعار "دعم إسرائيل بالمهارات القانونية".

وأضافت: "تعمل على ترهيب الأماكن التي تفكر بمنح أو منحت -لا سمح الله- منبرًا لفنانين مثل ريم (الكيلاني) أو شعراء أو كتاب أو صانعي أفلام أو حتى راقصين أو أي أحد يدافع عن فلسطين". 

ظهور مزاعم معاداة السامية

وتوضح ويمبورن إدريسي في مقابلة خاصة مع منصة "أنا العربي"، أنه "في عهد حزب العمال وتحت قيادة جيريمي كوربين، الذي كان ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين لسنوات عديدة، ظهرت لأول مرة مزاعم معاداة السامية بهذا الشكل من أجل قمع الأصوات المطالبة بالعدالة". 

ظهرت مزاعم معاداة السامية من أجل قمع الأصوات المطالبة بالعدالة بعهد حزب العمال وتحت قيادة جيريمي كوربين- إكس

ففي 23 أغسطس/ آب 2014، طالب النائب جيرمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

لكن اتهامات "معاداة السامية" أطاحت بجيرمي كوربين من زعامة حزب العمال، بحسب ما أفادت "بي بي سي" في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2020. وتلا ذلك طرد العشرات من المؤيدين له ومنهم نعومي ويمبورن إدريسي، عضو اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب. 

وتقول مؤسسة منظمة "الصوت اليهودي من أجل حزب العمل": "كنت أنا نفسي ضحية الاتهام، لأنني كنت جزءًا من المجموعة التي شكلت منظمة "الصوت اليهودي من أجل حزب العمال" لدعم حركة كوربين، لا سيما في مواجهة مزاعم معاداة السامية غير المبررة.

ترهيب المراكز الثقافية والمجالس المحلية

ولم تكتف اللوبيات الصهيونية باستهداف الأصوات المناهضة لإسرائيل في دوائر السياسة، بل عملت منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" على ترهيب المراكز الثقافية والمجالس المحلية التي تظهر تضامنًا مع ضحايا الإبادة الجماعية في قطاع غزة. 

وبحسب ويمبورن إدريسي، فإن هذه المنظمة تعمل بشكل منهجي. وتضم لجانها كبار المحامين الذين يعملون مجانًا.

وتروي أنهم نجحوا في أبريل/ نيسان من هذا العام بالتنمر على المجلس المحلي في شمال شرق لندن لإزالة اللوحة الجدارية، وهي لوحة جميلة للصحفيين الذين قتلوا في الحرب الأخيرة وأقنعوهم بإزالتها. قالوا إنها كانت "مسيئة" للمجتمع اليهودي المحلي. 

فقد احتفت المنظمة بنجاحها في إزالة الجداريات المؤيدة لفلسطين وأعلنت سعيها لإزالة المزيد، بحسب بيان منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل"، الذي أصدر في 25 أبريل/ نيسان 2024. 

تعديل كتب تاريخ الشرق الأوسط لصالح السردية الإسرائيلية

كما مارست المنظمة ضغوطًا على ناشر الكتب المدرسية البريطانية بدعم من مجلس "نواب اليهود البريطانيين". 

وتمكنت من تعديل كتب تاريخ الشرق الأوسط لصالح السردية الإسرائيلية، بحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي" في 1 أبريل/ نيسان 2021. 

وتقول ويمبورن إدريسي: "من أسوأ الأشياء التي فعلوها، وهناك أشياء كثر، هو التأثير على محتوى الكتب المدرسية للطلبة الذين يدرسون دراسات الشرق الأوسط".

وشرحت أن شركة "بيرسون" تعد واحدة من أكبر دور نشر الكتب التعليمية في العالم. وفي عام 2021، ضُبطوا وهم يعيدون إصدار مجموعة من الكتب المدرسية عن إسرائيل وفلسطين مع تغييرات أملاها عليهم "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل". 

ضغطت منظمة "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" لإزالة جداريات مؤيدة لفلسطين من شوارع بريطانيا

وبحسب "ميدل إيست آي"، فقد وجدث لجنة أكاديمية مستقلة مئات التعديلات بمعدل ثلاثة تغييرات في كل صفحة. وطال التحريف نصوصًا وحقائق وتواريخ وخرائط وصورًا أرشيفية وحذفًا لجرائم الاحتلال مثل سياسة كسر عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى.

"فضيحة مدوية"

وتشرح ويمبورن إدريسي أن شركة "بيرسون" لم تعلن عن التغييرات، بل أعادت فقط إصدار الكتب. و"من سوء حظهم لاحظ بعض الأكاديميين المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط أمرًا غريبًا وأثاروا تساؤلات بشأنه. قارنوا النسخة الجديدة مع النسخة السابقة بالتفصيل، وأجروا دراسة أكاديمية ووجدوا أنه كانت هناك أكثر من 200 حالة تم فيها إجراء تغييرات لدعم السردية الإسرائيلية المؤيدة للصهيونية والتقليل من أي شيء متعاطف مع فلسطين".

من جهته، قال اتحاد التعليم الوطني البريطاني، إنه لم يكن على دراية بالتعديلات إذ لم تحمل الطبعة الجديدة أي إشعار بمراجعتها. 

وقالت ويمبورن إدريسي: "كانت فضيحة مدوية. تمكنوا من إثارة ضجة كبيرة بحيث اضطر ناشرو بيرسون إلى سحب هذه الكتب الدراسية"، مضيفة: "هذا هو نوع الأفعال التي ترتكبها المنظمة بشكل سري، بعيدًا عن الأنظار، وغالبًا ما يفلتون من العقاب". 

وتابعت: "لذلك، فهي منظمة سيئة السمعة، منحازة تمامًا، وتعمل بشكل أساسي لصالح قوة أجنبية داخل المملكة المتحدة. للأسف بالنسبة لنا، فإن ما يقولونه يتم تلقيه بشكل جيد جدًا في التيار السائد في المملكة المتحدة، لأن الرواية السائدة هي أن مصلحة الدولة البريطانية تكمن في أن تكون صديقة لإسرائيل وألا تنتقدها". 

طمس السردية الفلسطينية في أروقة المستشفيات

كذلك وصلت حملة الترهيب الممنهجة لطمس السردية الفلسطينية إلى أروقة المستشفيات.

وبحسب ويمبورن إدريسي، كانت هناك 12 لوحة خزفية صغيرة جميلة زينها أطفال غزيون، وكانت معروضة في ممر قسم الأطفال بالمستشفى لمدة 12 عامًا، ولم تتسبب في أي إساءة لأي شخص.  

اكتشف "محامون بريطانيون من أجل إسرائيل" الأمر، ورأوا فرصة، وكتبوا إلى المستشفى وقالوا إن الأمر يزعج المرضى اليهود كثيرًا، وكانت تلك كذبة. لكن المستشفى أزالت اللوحات. 

المصادر:
العربي
شارك القصة