عقب اغتيال هنية.. هل تستأنف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة قريبًا؟

ادّعت مصادر سياسية إسرائيلية اليوم الجمعة، أنه من المتوقع استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة حماس، رغم اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

وصباح الأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية في مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وتوعدتا بالرد على اغتياله فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.

جدير بالذكر أنه سبق لهنية أن شارك في جلسات التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب بغزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

إعلام عبري: مفاوضات غزة ستستأنف قريبًا

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها، قولها: "رغم اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، فمن المتوقع أن تستأنف الاتصالات (مفاوضات الهدنة) قريبًا".

وأضافت المصادر ذاتها: "نحتاج إلى أن تهدأ النفوس بعد انتهاء الحداد لمدة ثلاثة أيام على مقتله (حداد حماس)، ثم نعود للاتصال".

وزعمت المصادر أن "اغتيال هنية يسهم في دفع المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، وبعد إقصائه يعتقد المفاوضون أنه من الممكن إحراز تقدم في المحادثات".

ومع ذلك، أشارت هيئة البث إلى أنه "في محادثات مع مسؤولين أميركيين كبار، قال الوسطاء إن تصفية هنية عقدت المفاوضات بشأن صفقة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين)، ووفقًا لهم ليس من الواضح ما الذي سيحدث الآن".

وأضافت: "كما طلب الأميركيون من القطريين والمصريين بذل كل ما في وسعهم لدفع المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق، على الرغم من اغتيال هنية".

وفيما لم تعقب حماس على ما أوردته هيئة البث حتى الساعة، إلا أن وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي تلعب بلاده دور الوساطة، قال الخميس، إن القاهرة مستمرة في جهودها مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.

والأربعاء، أكدت الدوحة وواشنطن أهمية مواصلة محادثات التوصّل إلى هدنة في قطاع غزة، وذلك بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران.

ما تداعيات اغتيال هنية على مسار المفاوضات؟

وفي هذا الإطار، رأى الكاتب والباحث السياسي مأمون أبو عامر أن اغتيال هنية، الذي وصفه بالمفاوض رقم واحد من طرف حماس، يعني أن الطرف المفاوض الآخر لا يريد مفاوضات ويريد تجميدها.

وفي حديث للتلفزيون العربي من اسطنبول، أضاف أبو عامر أن هنية كان معروفًا بأنه يميل إلى البحث عن مخارج وحلول، وكان الأكثر اعتدالًا، وهذا بشهادة وكالات الأنباء العالمية وحتى الجهات الإسرائيلية.

وأعرب أبو عامر عن اعتقاده أن من اتخذ قرار تصفية هنية قد اتخذ قرارًا بوقف المفاوضات، وهذا ما صرح به أحد ممثلي عائلات الأسرى لدى حركة حماس بقوله إن الأسرى هم رهائن ليسوا عند حماس بل هم رهائن عند نتنياهو.

وأضاف أن موقف هنية كان واضحًا للجميع، فهو موقف إيجابي يعمل على تسهيل المفاوضات ودفعها إلى الأمام. كما أنه ملتزم بالمبادئ الأساسية لحاجات ومطالب الشعب الفلسطيني وهي: وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي شامل، والسماح بعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، وتقديم الإغاثة العاجلة.