أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم الثلاثاء، بأن طالبًا ألقى بنفسه من الطابق السادس خوفًا من إعلان النتائج في امتحانات الثانوية العامة، في محافظة القليوبية، بسبب تهديد والده له في حال لم يحقق نتائج جيدة.
ومع إصدار نتائج الثانوية العامة في مصر، تسجل البلاد حوادث مأساوية سببها خوف الطلاب من النتائج، وتفاوت المعدلات المرجحة لدخول الجامعات.
صحيفة "المصري اليوم"، قالت إن مدير أمن المحافظة الواقعة شرق النيل، تلقت بلاغًا بقيام طالب بالتخلص من حياته بالقفز من الطابق السادس من العقار المقيم فيه، بمنطقة "الأمير بالخصوص".
وبعد الانتقال إلى مسرح الحادثة، تبيّن أن الجثة تعود لطالب في السابعة عشرة، وأنه تشاجر مع والده قبل صدور نتيجة الثانوية العامة، حيث هدده بالعقاب في حال عدم حصوله على مجموع علامات جيد، فألقى بنفسه من الشرفة ولقي مصرعه.
طالب ناجح
وأكدت الصحيفة نفسها أن "بلال"، الطالب الضحية، حصل على مجموع 61% بالثانوية العامة القسم الأدبي، ما يعني نجاحه، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتفادي التوبيخ من والده.
ونقلت الصحيفة عن أصدقاء الطالب قولهم إن والده "كان يعنفه دائمًا بسبب نتيجة الامتحانات قبل ظهورها، ويهدده وينهره ويعنفه".
وذكروا أن مشاجرة نشبت بين الوالد ونجله قبل الواقعة، وقالو إن والدة الطالب لم تتحمل صدمة وفاته، فأُصيبت بأزمة صحية وتم نقلها على الأثر إلى المستشفى في حالة حرجة.
من جهتها، كشفت صحيفة "صدى البلد" نقلًا عن أصدقاء الطالب أن هذا الأخير كان مريض سرطان، وتعافى بعدما خضع للعلاج، وذلك قبل دخوله الثانوية العامة.
وأضافت أن الأجهزة الأمنية بالقليوبية تحقق مع الوالد بشأن الواقعة وملابساتها.
ضغوط الأهل في امتحانات الثانوية العامة
وفي عام 2021، شهدت محافظات مصرية 6 حالات انتحار بالتزامن مع صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة، والتي اختلفت عن سابقاتها بسبب النظام الجديد المعتمد لمناهج الامتحانات.
وقد سُجل انخفاض غير مسبوق في الحد الأدنى المطلوب من العلامات للالتحاق بالكليات الحكومية.
وأشار الباحث في علم النفس محمد الغزالي، في حديث أرشيفي للتلفزيون العربي، إلى الضغط الذي يمارسه أهالي الطلاب بحقهم حيث يصورون لهم أن الحياة قد تنتهي في حال عدم نجاحهم.
وشرح الباحث في علم النفس أن الاكتئاب وهو العامل الأهم الذي يتسبب بالانتحار، عادة ما يكون نتيجة ضغوط الأهل، وهو يتشكل كظل صغير مع الشخص ويكبر معه تدريجيًا.
وأضاف: "في البداية تظهر أعراض صغيرة للاكتئاب على غرار الإحساس بالقلق التقليدي، ثم مشاعر الفقدان، ليتطور مع الوقت معرِضًا صاحبه لهشاشة نفسية تدفعه للانتحار بصمت".
