أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، مساء الأحد، "نجاح" عملية الرد العسكري على اغتيال إسرائيل القيادي في الحزب فؤاد شكر، واتهمها بـ"الكذب والفشل"، بينما ادعت تل أبيب أنها أحبطت "جزءًا كبيرًا من الهجوم" الذي شنّه الحزب.
وفجر الأحد، تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله أوسع هجوم بينهما منذ بدء القصف المتبادل عبر "الخط الأزرق" الفاصل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
نصر الله يؤكد "نجاح" الانتقام لشكر
وفي كلمة متلفزة، قال نصر الله: إن تأخير الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، في العاصمة بيروت يوم 30 يوليو/ تموز الماضي، يعود إلى أسباب، بينها "الاستنفار الأميركي والإسرائيلي"، كما أنه كان "عقابًا للعدو".
وأضاف أن الجماعة حرصت أيضًا على "إعطاء الفرصة كاملة للمفاوضات بشأن غزة (لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى)، لكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وضع شروطًا جديدة، وأميركا تماهت معه.
وأردف نصر الله: "قرّرنا القيام بعمليّتنا ضد إسرائيل بشكل منفرد، وكلّ طرف في المحور سيقرّر متى ردّه والاستنفار قد يستمرّ لأشهر".
وبشأن طبيعة أهداف هجوم الأحد، قال نصر الله: "قررنا أن يكون الهدف في العمق وقريبًا من تل أبيب.. حرصنا على استهداف مواقع للمخابرات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيلي لصلتهما باغتيال القيادي شكر".
وأوضح: "حددنا قاعدة غليلوت كهدف أساسي لعمليتنا، وتتواجد فيها الوحدة 8200 المعنية بالجمع العلني والتنصت والتجسس، وتبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن تل أبيب 1500 متر فقط".
ومضى قائلاً: "عمليتنا اليوم كانت من مرحلتين، الأولى أطلقنا فيها 340 صاروخ كاتيوشا استهدفت 12 موقعًا وثكنة عسكرية في شمال إسرائيل و(هضبة) الجولان (السورية المحتلة)، والثانية وجهنا عشرات المسيّرات نحو أهداف عسكرية في العمق".
وبالنسبة لنتائج الهجوم، قال نصر الله إن "معطياتنا تفيد بأن عددًا معتدًا من المسيرات وصل إلى الهدفين المحددين بدقة ونجاح، ولكن العدو يتكتم كما هي العادة".
إسرائيل تدعي إحباط "جزء كبير" من هجوم حزب الله
من جهتها، نفت إسرائيل إصابة قاعدة غليلوت الواقعة في ضواحي تل أبيب، زاعمة أنها دمّرت "آلاف منصات الصواريخ" التابعة للحزب في جنوب لبنان.
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي سقوط قتلى جراء ضربات حزب الله واكتفى بالإشارة إلى وقوع "أضرار طفيفة" بينها اشتعال حرائق.
ونفّذت إسرائيل على مدى ساعات طويلة الأحد غارات وقصفًا مدفعيًا استهدف مناطق عدة في لبنان تسببت باستشهاد ثلاثة مقاتلين، اثنان من حزب الله والثالث من حركة أمل، حليفة الحزب، وفق ما أعلن الحزبان.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن "نحو 100 طائرة حربية" استهدفت و"دمّرت آلاف المنصات التابعة لحزب الله" في جنوب لبنان، مضيفا أنها "كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد". ومساءً أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى إصابة "أكثر من 270 هدفًا".
وأكد المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني لصحافيين أن حزب الله "أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه شمال إسرائيل"، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها، وفق قوله.
وتابع أن هذا "كان جزءًا من هجوم أكبر تمّ التخطيط له وتمكننا من إحباط جزء كبير" منه، حسب قوله.
هل ينزلق التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة؟
وتعليقًا على المشهد، أعرب الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس فرحات عن اعتقاده أن إسرائيل لن ترد بعد الهجوم الذي نفذه حزب الله، وستكتفي بما قاله رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من أن الجيش دمر 6 آلاف صاروخ، وأنه حمى تل أبيب بعدما طلب من سكانها النزول إلى الملاجئ وأنقذها من كارثة وصول الصواريخ، كما أنه وجه ضربة استباقية للحزب.
وفي حديث للتلفزيون العربي من بيروت، رأى فرحات أن الادعاءات الإسرائيلية بأنها وجهت ضربة استباقية ودمرت صواريخ حزب الله هي ادعاءات فارغة غير مثبتة بأي دليل.
وفيما أوضح أن ما يحدث بين إسرائيل وحزب الله ليس له علاقة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أشار فرحات إلى أن المواجهات بين الجانبين تؤثر على مناخ المفاوضات، كما أنها تؤثر على موقف إسرائيل.
وأضاف "كان بإمكان القيادة الإسرائيلية ونتنياهو أن لا يرسلوا الوفد إلى القاهرة كإجراء احترازي احتجاجًا على هجوم حزب الله، لكنه حضر المفاوضات".