شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل الأحد الإثنين، غارة جوية على منطقة الكولا، في أول استهداف من نوعه في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، منذ بدء المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل على الجبهة الجنوبية للبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول ضمن معركة "إسناد غزة".
يأتي ذلك، في حين أسفر القصف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، خصوصًا في محافظتَي الجنوب والبقاع.
ونعت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الجناح العسكري لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بيان، 3 من قيادييها استشهدوا على "طريق القدس" في "الاستهداف الغادر للاحتلال" على منطقة الكولا، وهم: محمد عبد العال عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية، وعماد عودة عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، والجهادي عبد الرحمن عبد العال.
وأكدت الكتائب أنّها ستُواصل "درب الكفاح والمقاومة حتى كنس الاحتلال مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات".
وأظهرت لقطات فيديو عرضتها قنوات تلفزيونية شقة مهدمة جزئيًا بسبب الغارة، بينما حلّقت طائرات مسيّرة فوق العاصمة اللبنانية طوال أمس الأحد.
غارات على البقاع وصور
وتأتي الغارة على العاصمة، بينما واصل جيش الاحتلال عدوانه على لبنان، ما أدى إلى استشهاد 105 أشخاص وإصابة 359 آخرين جراء الغارات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع أمس الأحد، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قبيل الفجر الضاحية الجنوبية لبيروت، وشنّت غارات متتالية على جنوب لبنان والبقاع.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف الليل، على بلدة عبا والمنطقة الواقعة بين بلدتَي زبدين وشوكين، ومحيط مدينة بعلبك، وقرى: النبي شيت، الحمودية، ونبحا، وبلدات الجوار.
كما استهدف طيران الاحتلال للمرة الأولى مخيم البص قرب صور، ما أدى إلى استشهاد فتح شريف أبو الأمين قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان وعضو القيادة في الخارج، وجرح آخرين.
وأغارت مسيّرة للاحتلال اليوم الإثنين، على سيارة قرب بلدة أرزون في قضاء صور، حيث أُفيد عن وقوع إصابات.
واستشهد 5 من عناصر الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في غارات إسرائيلية فجر اليوم الإثنين، على 3 مراكز للهيئة في بلدة سحمر في البقاع الغربي.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في إبل السقي صابر أيوب، بأنّ الغارات الأكثر دموية أمس الأحد وفجر اليوم الإثنين كانت على البقاع الغربي، لا سيما بلدات سحمر ويحمر ولبايا، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض بحثًا عن مفقودين تحت الركام.
وأضاف مراسلنا أنّ هذه القرى تعرّضت لحزام ناري مكثّف، مشيرًا إلى استهداف الحدود اللبنانية السورية وتحديدًا عند نقطة الجمارك السورية في جديدة يابوس.
وأضاف أنّ مناطق جنوب لبنان تعرّضت خلال فجر اليوم الإثنين، لقصف مدفعي مكثّف ومتقطّع، وهو ما يبرّر خطة الاحتلال لاجتياح بري محتمل حتى وإن كان محدودًا في بعض المناطق.
كما شهد القطاع الشرقي قصفًا مدفعيًا وغارات جوية وتحديدًا على قرى وبلدات قضاء مرجعيون، ومناطق مجاورة أخرى.
وأعلن "حزب الله" فجر اليوم الإثنين، أنه قصف بالمدفعية قوة مشاة إسرائيلية في موقع الصدح، محققًا إصابة مباشرة.
وأضاف الحزب في بيان آخر، أنه استهدف تجمعًا لجنود إسرائيليين في مستوطنة شتولا، مؤكدًا تحقيق إصابة مباشرة.
غزو بري للبنان؟
في المقابل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي قبيل فجر اليوم الإثنين، أنّه سيُواصل مهاجمة "حزب الله" بقوة حتى تدميره وإضعاف قدراته وبنيته العسكرية، زاعمًا أنّه هاجم 120 هدفًا للحزب في جنوب وعمق لبنان.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع "واللا" العبري أنّ الجيش الإسرائيلي يستكمل عمليات مهمة في إطار الاستعدادات للغزو البري للبنان. كما نقل الموقع عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنّ هناك إجماعًا على المستويين السياسي والعسكري بأنّ "الغزو البري للبنان مسألة وقت".
إلى ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أبلغ نظراءه في 25 دولة، أنّ تل أبيب لا تريد وقفًا لإطلاق النار في لبنان، بل انسحاب "حزب الله" إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه.
وأضاف كاتس أنّ تطبيق كل قرارات مجلس الأمن السابقة عن لبنان سيتيح التوصل إلى وقف إطلاق النار.
