Skip to main content

موعد الردّ وشكله قيد البحث.. 4 سيناريوهات محتملة لضربة إسرائيل على إيران

السبت 12 أكتوبر 2024
لم يصوّت المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر بعد على الخطوط العريضة بشأن الردّ على هجوم إيران - رويترز

اتخذت إسرائيل قرارها بالردّ على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران على تل أبيب في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، لكنّ شكل وكيفية وموعد الردّ الإسرائيلي أمور لا تزال قيد البحث.

وفي هذا الإطار، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر لم يصوّت بعد على الخطوط العريضة بشأن الردّ على هجوم إيران الصاروخي.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله، إنّ الفجوات ضاقت مع الولايات المتحدة بشأن الأهداف التي ينبغي ضربها في إيران.

من جهتها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الردّ على إيران لا يزال قيد التخطيط، وإن التأخر في الرد يأتي وسط مشاورات مستمرة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين إشارتهم إلى أنّ الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، لكنها لا تريد حربًا مباشرة مع إيران.

في المقابل، قال مسؤول إيراني لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: إنّ طهران نقلت لدول إقليمية ووسطاء مع واشنطن أنّها "ستردّ بالمثل إذا ضربت إسرائيل منشآت النفط الإيرانية".

متى سيكون الردّ؟

إلى ذلك، أفاد مسؤولون أميركيون لمحطة "أن بي سي نيوز"، بأنّ إسرائيل لم تتّخذ بعد القرار النهائي بشأن كيفية وموعد الردّ على إيران، مرجّحين أن يكون الردّ خلال عطلة "عيد الغفران".

من جهته، أوضح مسؤول إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست"، أنّ المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يُمكن أن يجتمع عبر الهاتف للتصويت في أي وقت.

ما هي سيناريوهات الردّ؟

يعتقد القادة الإسرائيليون أنّ الصواريخ الباليستية الـ 181 التي أطلقتها إيران على إسرائيل بداية أكتوبر، لم تترك لهم بديلًا سوى الرد.

لكنّ الشكل الذي سيتّخذه "الانتقام"، يُمكن أن يكون له آثار واسعة النطاق على الشرق الأوسط وخارجه.

وذكرت مجلة "إيكونوميست"، أنّه يجري النظر في أربعة أنواع من الأهداف:

1- المنشآت النووية

لطالما فضّل نتنياهو منذ فترة طويلة قصف المواقع التي تخصّب فيها إيران اليورانيوم، وتجري أبحاثًا لبرنامجها النووي. لكن هذه المنشآت منتشرة في جميع أنحاء البلاد في مواقع شديدة التحصين في أعماق الأرض.

وبالتالي، فإن إلحاق الأضرار بها يتطلّب إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ الخارقة للتحصينات من عشرات الطائرات التي تعمل على بعد 1200 كيلومتر على الأقل.

وعلى الرغم من أنّ القوات الجوية الإسرائيلية هي الأقوى في المنطقة، إلا أنّه قد يكون من الصعب عليها إعاقة البرنامج النووي الإيراني لأكثر من بضعة أشهر.

2- الموانىء الرئيسية

اعتبرت المجلة أنّ الهدف الإستراتيجي الأكثر عرضة للخطر هو موانئ إيران الرئيسية، وتحديدًا محطات النفط التي توفّر معظم دخل إيران من العملات الأجنبية.

ويعتقد الخبراء الإستراتيجيون الإسرائيليون أنّ تدمير هذه الموانىء من شأنه أن يوجّه ضربة قاسية لاقتصاد إيران المهتز بالفعل.

ويأملون أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاضطرابات داخل إيران، بينما يحلم بعضهم بأنّ يؤدي ذلك إلى سقوط النظام.

3- اغتيالات

يتلخّص الخيار الثالث في استهداف قادة البلاد بشكل مباشر، تمامًا كما اغتالت إسرائيل قادة "حزب الله" في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة.

لكن المجلة رأت أنّ هذا السيناريو سيكون أمرًا صعبًا، إذ إنّ كبار الشخصيات الإيرانية سوف يلجأون إلى مواقع سرية محمية إذا تبيّن أنّ الضربة الإسرائيلية وشيكة.

ناهيك عن أنّ تأثير مثل هذه الهجمات دائمًا ما يكون غير مؤكد.

4- قواعد الصواريخ

إلى ذلك، اعتبرت المجلة أنّ الردّ العسكري الإسرائيلي الأكثر وضوحًا، يتمثّل في توجيه ضربة لقواعد الصواريخ الإيرانية. وفي الوقت نفسه، هو الأقل احتمالًا لإثارة ردّ إيراني آخر من إيران.

لكن نتنياهو وبعض جنرالاته يعتقدون أنّ لدى إسرائيل "فرصة تاريخية" لإعادة تشكيل المنطقة، كما يعتقدون أنّ صمود إسرائيل في وجه هجومين كبيرين من الصواريخ الإيرانية (الأول في أبريل/ نيسان الماضي) دون وقوع إصابات أو أضرار جسيمة، يُثبت أنّ إسرائيل قادرة على الصمود في وجه هجوم إيراني عليها، وفق تعبيرهم.

لماذا لم ترد إسرائيل حتى الآن؟

بعد مرور أكثر من أسبوع على الهجوم الصاروخي الإيراني، يبدو أنّ معظم الدوائر الأمنية الإسرائيلية ليست في عجلة من أمرها "لتغيير الشرق الأوسط".

وينصح العديد من جنرالات إسرائيل بالتريّث والحذر، إذ يعتقدون أنّ إسرائيل لا تستطيع تحمّل شنّ حملة بهذا الحجم دون التنسيق مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رفضه العلني لشنّ إسرائيل هجومًا إسرائيليًا على البنية التحتية النفطية الإيرانية، لأنّ ذلك يُهدّد بارتفاع أسعار الطاقة العالمية عشية الانتخابات الأميركية.

كما أعلن بايدن رفضه أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمته أميركا لإسرائيل خلال العام الماضي وبلغ 18 مليار دولار، وعلى الرغم من لعب الطائرات والسفن الحربية الأميركية دورًا كبيرًا في اعتراض الصواريخ الإيرانية، إلا أنّ تل أبيب لم تُشارك خططها بعد مع أقرب حلفائها، وفق المصدر.

ويُبدي مسؤولو دفاع إسرائيليون قلقهم من أنّ إثارة حرب شاملة مع إيران في ظل استمرار الحرب على غزة والعملية البرية في لبنان، من شأنه أن يؤدي إلى استنزاف الموارد بشكل خطير.

المصادر:
التلفزيون العربي - ترجمات
شارك القصة