بعد أن أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترمب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّ موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة "يعتمد على مواقف هذه الأخيرة وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني".
في المقابل، احتفلت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة بهذا الفوز، إذ تُمثّل النتيجة ارتياحًا لائتلاف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي نشب خلاف بينه وبين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن بشأن حربي غزة ولبنان.
وتُعتبر الولايات المتحدة الحليف العسكري الرئيسي لإسرائيل. وجرت الانتخابات الأميركية في وقت حرج في الشرق الأوسط مع استمرار الحربين على غزة ولبنان.
"وقف الانحياز الأعمى للاحتلال"
وقالت "حماس" في بيان اليوم الأربعاء، إنّ موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد "على مواقف تلك الإدارة وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة".
وأضاف البيان أنّه "على الإدارة الأميركية الجديدة أن تعي أن شعبنا ماضٍ في مواجهة الاحتلال الصهيوني البغيض، وأنّه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وطالب البيان بـ"وقف الانحياز الأعمى للاحتلال الصهيوني، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني الشقيق".
بدوره، قال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري اليوم الأربعاء، إنّ فوز ترمب بالرئاسة "يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات".
وأضاف أبو زهري لوكالة "رويترز"، أنّ "خسارة الحزب الديمقراطي هو الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم الإجرامية تجاه غزة"، داعيًا ترمب إلى "الاستفادة من أخطاء" بايدن.
"انتصار عظيم"
من جهته، وصف نتنياهو فوز ترمب بـ" الانتصار العظيم".
وقال نتنياهو في بيان: "عودتك (ترمب) التاريخية إلى البيت الأبيض، تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتُجدّد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في حيفا أحمد دراوشة، بأنّ نتنياهو يتطلّع إلى دعم ترمب سياسات الاستيطان، واستمرار اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.
وأضاف مراسلنا أنّ نتنياهو يطمح لفرض "السيادة الإسرائيلية" على مستوطنات الضفة الغربية، وضمّ غور الأردن، وهي إجراءات بدأ بها نتنياهو قبل أن يمنعه ترمب في ولايته السابقة عنها، لبدء اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.
وأشار مراسلنا إلى أنّ نتنياهو يعوّل على استئناف اتفاقات التطبيع في الفترة المقبلة من إدارة ترمب الجديدة، وتحديدًا مع السعودية.
"حفظ الله ترمب"
بدوره، هنأ وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس ترمب، قائلًا: "سنعمل معًا على تعزيز التحالف بين أميركا وإسرائيل، واستعادة الرهائن، والصمود لهزيمة محور الشر الذي تقوده إيران".
وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في تدوينة على منصّة "إكس": "نعم، حفظ الله ترمب".
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فكتب: "حفظ الله إسرائيل، حفظ الله أميركا"، فيما قال وزير الثقافة ميكي زوهار: "نتطلّع للأعوام الأربع المقبلة".
كما رحّب زعماء المستوطنين في إسرائيل بنتائج الانتخابات، بعد أن فرضت إدارة بايدن عقوبات وجمّدت أصول جماعات استيطانية ومستوطنين ضالعين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال يسرائيل غانتس، رئيس "مجلس يشع" للمستوطنين، في بيان: "نتوقّع أن يكون لدينا حليف يقف إلى جانبنا، دون قيد أو شرط بينما نخوض حروبًا مع الغرب بأكمله".