مسرحية لمخرج أميركي تثير غضب القوميين في بلغاريا.. ما القصة؟
نظّم مناصرو التوجّهات القومية في صوفيا تظاهرة تخلّلتها أعمال عنف، احتجاجًا على مسرحية "مناهضة للحرب" من إخراج الممثل الأميركي جون مالكوفيتش، حيث اتهموه بـ"السخرية" من محاربي الجيش "الذين ماتوا من أجل بلغاريا" في الماضي.
ومسرحية "الإنسان والسلاح" (Arms and the Man) هي للكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو، وتعتمد نبرة فكاهية في مقاربتها الحرب الصربية-البلغارية في نهاية القرن التاسع عشر، في شكل نقد للنزعة العسكرية واعتبار المقاتلين البلغاريين أبطالًا.
واقتحم مئات المتظاهرين العرض الأول على المسرح الوطني الأسبوع الماضي، حاملين أعلامًا ومُنشدين أغنيات وطنية ومُردّدين شتائم وهتافات من بينها "مالكوفيتش اذهب إلى بيتك". كما اعتدوا بالضرب على المخرج وعدد من الشخصيات، ومنعوا الجمهور من الدخول.
وفتحت النيابة تحقيقًا لمعرفة المحرّضين على أعمال العنف.
"سذاجة خطيرة"
وبعد العرض الذي قُدِّم في صالة شبه فارغة، فوجئ جون مالكوفيتش بردّ الفعل هذا. وعلّق بابتسامة حزينة، قائلًا: "إنّ العالم يعيش في زمن غريب، باتت فيه الرغبة في الرقابة تزداد قوة".
وقال المخرج السبعيني في حديث لوكالة فرانس برس: "إنّها مسرحية خفيفة ومسلية سبق أن أخرجتُها عام 1985 في برودواي"، معتبرًا أنّ البحث عن الدقة التاريخية في عمل مسرحي ينطوي على "سذاجة خطيرة".
وأضاف: "أنا متأكد من أنني لم أُهِن أيًا من البلدان الـ 47 التي عملت فيها"، مضيفًا أنّ "المشكلة ليست في المسرحية ولا فيه، بل إنّه بمثابة جزء من عملية جذب الانتباه إليهم".
في المقابل، رأى حزب "فازراجدان" القومي المتطرف الذي يُعدّ القوة الثالثة في البرلمان البلغاري، أنّ هذه المسرحية "سيئة" و"غير مناسبة على الإطلاق".
أما اتحاد الكتّاب، فشدّد على أنّ "مكان مثل هذه الأعمال ليس في بلغاريا"، معربًا عن استيائه من "السخرية من آلاف الجنود الذين سقطوا على الجبهة من أجل الحرية وإعادة توحيد الوطن".
وسبق أن أثارت احتجاجات في القسم الأول من القرن العشرين، لكنّها عُرِضَت عام 2000 في بلغاريا من دون إثارة ردود فعل غاضبة، على ما ذكر مُخرجها في ذلك الوقت نيكولاي بولياكوف.
وقال بولياكوف لوكالة فرانس برس، إنّ "المناخ الحالي أكثر توترًا بكثير، في ظل تنامي مشاعر الكراهية ضد كل ما هو غربي وأميركي".
وأعربت جمعيات أوروبية عدة عن دعمها مسرح صوفيا، من بينها اتفاقية المسرح الأوروبي التي حذرت من "التوجّه المقلق للجماعات اليمينية المتطرفة في كل أنحاء أوروبا إلى الرغبة في الحدّ من حرية التعبير".