لم يفصل قصف إسرائيل لشارع مار إلياس في العاصمة اللبنانية، اليوم الأحد، سوى ساعات قليلة عن استهدافها منطقة رأس النبع في بيروت. كما واصلت غاراتها الكثيفة، مستهدفة الضاحية الجنوبية وجنوب البلاد.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة محدثة: إن "غارة العدو الإسرائيلي على شارع مار إلياس في بيروت أسفرت عن شهيدين و22 جريحًا"، بعدما أشارت في وقت سابق إلى شهيد و13 جريحًا.
وأفاد شهود عيان، بأن الغارة استهدفت محلاً لبيع أجهزة إلكترونية وحواسيب في شارع مار إلياس، الذي يعج بالسكان في قلب بيروت.
إسرائيل تستهدف قلب العاصمة بيروت للمرة الثانية
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن: "هدف الاغتيال في بيروت هو رئيس دائرة العمليات في الجبهة الجنوبية لحزب الله".
وكان النائب في البرلمان اللبناني عماد الحوت أكد في وقت سابق أنّ الجماعة الإسلامية لم تكن مستهدفة في الاعتداء الإسرائيلي الجديد على بيروت.
وهذا هو القصف الإسرائيلي الثاني الذي يستهدف بيروت الأحد، عقب غارة على منطقة رأس النبع.
وفيما قدمت واشنطن مقترحًا لوقف إطلاق النار في لبنان، تواصل إسرائيل شن عدوانها على لبنان مستهدفة الضاحية الجنوبية لبيروت، وبلدات في جنوب لبنان.
حزب الله ينعى مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف
وعلى وقع هذه المفاوضات، اغتالت إسرائيل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في غارة على مركز حزب البعث في بيروت. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنّ الحصيلة النهاية للغارة على رأس النبع هي "أربعة شهداء من بينهم امرأة وإصابة 14 آخرين بجروح من بينهم طفلان".
ونعى حزب الله اللبناني مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على رأس النبع في العاصمة بيروت.
وقال الحزب في بيان: "ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله".
وأضاف في البيان أن عفيف "ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم".
ما أهداف الاحتلال من استهداف العاصمة بيروت؟
وتعليقًا على هذه التطورات، قال العسكري والإستراتيجي منير شحادة: إن "ما تقوم به إسرائيل في اليومين الماضيين واليوم تحديدًا، هو من ضمن رسائل الضغط بالنار على لبنان، لكي يرضخ لشروط المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار".
وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة اللبنانية، أشار إلى أن اغتيال عفيف في بيروت له دلالات، وهي الفتنة والنقمة على المقاومة والضغط بالنار لكي ترضخ للشروط الإسرائيلية من خلال المفاوضات.
وبموازاة عدوانه على لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف منذ صباح السبت "أكثر من 200" هدف في لبنان.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء لبنان الرسمية بتعرض بلدة الخيام الحدودية جنوبي البلاد إلى أكثر من 20 غارة إسرائيلية بعضها بقذائف فسفورية منذ صباح الأحد، مع استمرار القصف المدفعي الثقيل دون توقف، وسط محاولات الجيش الإسرائيلي التوغل بعمق الأراضي اللبنانية.
إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأحد، استشهاد جنديين في غارة إسرائيلية، مؤكدًا أن تل أبيب استهدفت بشكل مباشر موقعًا عسكريًا تابعا له في جنوب لبنان.
وإثر التصعيد الإسرائيلي، أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي، مساء الأحد، تعطيل المدارس واعتماد "التعليم عن بعد" الإثنين والثلاثاء، في العاصمة بيروت ومناطق ساحل الشوف وساحل المتن الشمالي وبعبدا وعاليه، الواقعة في وسط البلاد.
عمليات حزب الله
و"دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه"، أعلن حزب الله اليوم أنه استهدف تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام، للمرة السادسة، بصلية صاروخية”.
ومساء اليوم السبت، أكد الحزب أنه استهدف دبابة ميركافا عند مثلث طير حرفا الجبين بصاروخ موجه ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها قتلى وجرحى.
وفي بيان آخر، قال الحزب: إن عناصره استهدفوا تجمعات لجيش الاحتلال في مستوطنة معالوت ترشيحا بصلية صاروخية.
كما استهدف حزب الله حسب بيان حمل الرقم "4" منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد الحزب بأنه استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع، بقذائف المدفعية"، وثكنة راميم (هونين)، بصلية صاروخية.
وصباح اليوم، قال حزب الله إن "عناصره استهدفوا ثكنة معاليه غولاني (مقر قيادة لواء حرمون 810) بصليةٍ صاروخية.