مع أنّ الفترة القصيرة التي جرى تحديدها بين حلّ الكنيست الإسرائيلي نفسه والموعد الذي تقرّر لإجراء الانتخابات العامة للكنيست المقبل (ثلاثة أشهر)، هي التي تُستحضر على الفور لتبرير ما تسمى "ظاهرة الديكتاتوريات" داخل الأحزاب في دولة الاحتلال، والتي انسحبت بالأساس على أحزاب جديدة، أبرزها "أمل جديد" الذي أسسه الوزير والنائب السابق، جدعون ساعر، المنشقّ عن حزب الليكود، فإنّ مراجعة سريعة لتاريخ الأحزاب الإسرائيلية تُظهر أنّ هذه الظاهرة آخذة بالتعمّق أكثر فأكثر، منذ أعوام كثيرة.
وإذا ما شئنا استحضار قرائن من الفترة القصيرة الماضية، يمكن الإشارة إلى أنّ هذا السلوك يصحّ على رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، كما تبيّن بوضوح، على سبيل المثال، حينما فرض على حزبه (الليكود) قراره الشخصي بشأن توحيد الحزب مع حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، وأقام تحالف "الليكود بيتنا" الذي خاض انتخابات الكنيست الـ19 عام 2013، وحصل على 31 مقعدًا أهلته لتأليف الحكومة.