واجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية ضغوطًا جديدة أمس الجمعة، إذ وجّهت لجنة الإشراف بالجامعة انتقادات حادة لإدارتها بسبب قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في الجامعة.
وانتقد عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومراقبين من خارج الجامعة نعمت مينوش شفيق، بسبب استدعائها شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لإنهاء اعتصام بالخيام أقامه متظاهرون اعتراضًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبعد اجتماع استمرّ ساعتين، وافق مجلس جامعة كولومبيا على قرار خلص إلى أنّ إدارة شفيق قوّضت الحرية الأكاديمية وانتهكت الخصوصية والإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال استدعاء الشرطة وإنهاء الاحتجاج.
وورد فيه أنّ "استدعاء الشرطة لانهاء الاحتجاج أثار مخاوف جدية بخصوص احترام الإدارة للحوكمة المشتركة والشفافية في عملية صنع القرار بالجامعة"، ونصّ قرار مجلس الجامعة على تشكيل فريق عمل سيُراقب "الإجراءات التصحيحية" التي طلب المجلس من الإدارة اتخاذها للتعامل مع الاحتجاجات.
ولم يذكر مجلس الجامعة، الذي يتألف في معظمه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من الموظّفين بالإضافة إلى عدد قليل من الطلاب، اسم شفيق في قراره وتجنّب استخدام اللغة الأكثر قسوة المتمثّلة في توجيه اللوم.
ويدعو الطلاب الذين أقاموا مخيمًا احتجاجيًا في جامعة كولومبيا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وسحب الاستثمارات الخاصة بجامعتهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب مراسل "العربي"، يشارك في الاعتصام طلاب من معظم أطياف المجتمع الأميركي: البيض والسود والآسيويون والعرب المسلمون والمسيحيون إضافة إلى اليهود.
اعتقالات بالمئات
وشأنها شأن جامعات أخرى، سعت إدارة جامعة كولومبيا إلى إنهاء التحرك الطلابي حتى باستخدام القوة وسط حملة اعتقالات.
وقالت وسائل إعلام أميركية إنّ الشرطة اعتقلت أكثر من 500 طالب خلال تفريق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية.
وقد أعلنت جامعة كولورادو في دنفر، اعتقال حوالي 40 متظاهرًا في حرم أوراريا التابع للجامعة، بينما قال قادة الاحتجاج إنّ الشرطة اعتقلت ما يصل إلى 70 أو 80 متظاهرًا.
وفي جامعة إنديانا، اعتقلت قوات الأمن 33 طالبًا بتهمة "انتهاك سياسات الجامعة"، مستخدمة العنف ضد المعتصمين في الخيام بحرم الجامعة.
انضمام جامعتين جديدتين
إلى ذلك، امتدّت الاحتجاجات الطلابية إلى جامعتَي كارولينا الشمالية وأريزونا، حيث نصب الطلاب مخيمات جديدة لمطالبة مؤسسات التعليم العالي بإدانة الحرب على غزة وسحب استثماراتها من شركات إسرائيلية.
وحاولت الشرطة فضّ الاعتصام في جامعة أريزونا، لكن المتظاهرين بقوا في حديقة الحرم الجامعي بعد هدم خيامهم ومصادرتها. وشهدت الاحتجاجات اعتقال عدد من الأشخاص لم يتضح العدد الإجمالي لهم بعد.
أما في جامعة كارولينا الشمالية، فنصب الطلاب مخيمًا من 12 خيمة في حرم الجامعة، ضمّ قرابة 100 طالب يُطالبون الجامعة بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا وبسحب استثماراتها مع شركات إسرائيلية.
وفي جامعة جورج واشنطن، أفادت مراسلة "العربي" ريما أبو حمدية، بأنّ الطلاب يُواصلون احتجاجهم على دعم الإدارة الأميركية لإسرائيل في حديقة الجامعة، وسط طوق أمني شكّلته الشرطة.
وأضافت أنّ السلطات أغلقت الحديقة بطلب من إدارة الجامعة عبر طوق من الحواجز الحديدية، بينما نصب الطلاب خيامًا للاعتصام.
أوامر قضائية بالإفراج عن المتظاهرين
إلى ذلك، أسقطت المدعية العامة لمقاطعة ترافيس جميع التهم ضد المتظاهرين في حرم جامعة أوستن في تكساس، معتبرة أنّ تهم التعدي على ممتلكات الغير الموجّهة إلى المعتقلين تفتقر إلى أدلة كافية.
كما أمرت قاضية محكمة مقاطعة ديكالب بإطلاق سراح جميع الطلبة والمُدرّسين المعتقلين من جامعة إيموري.
وندّدت منظمات حقوقية وسياسيون أميركيون بالتعامل الأمني مع الاحتجاجات.
وشدّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على ضرورة أن تحرص الجامعات الأميركية على عدم وصف الانتقادات للحكومة الإسرائيلية بأنها "معادية للسامية"، مضيفة أنّه على الجامعات ألا تسيء استخدام السلطة لقمع الاحتجاجات، بل أن تحمي حقوق الناس في التجمع وحرية التعبير".