قبل 29 يومًا من اليوم، لم يكن أحد ليتوقع في العالم ما يمكن لمنتخب المغرب تحقيقه في كأس العالم قطر 2022، لكن ما كان بعيدًا عن التوقعات أصبح حقيقيًا، ودوّن أسود الأطلس اسم بلادهم بأحرف ذهبية بسجلات البطولة الكروية الأعظم.
رحلة عاشها المغاربة وخلفهم العرب والأفارقة كالحلم، الذي لا يريد أحد أن يشفى منه، فحصد أسود الأطلس مباراة تلو الأخرى، والإشادات الدولية وسطروا ملاحم كروية كبيرة أمام أعتى منتخبات اللعبة، كبلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وأطاحوا بهم خارج البطولة، بعد أن كانوا مرشحين لأدوار متقدمة.
في دور المجموعات افتتح منتخب المغرب البطولة بتعادل مع كرواتيا سلبًا، لقاء لم يتصور أغلب المتابعين أنه سيتكرر على مباراة تحديد المركز الثالث في المونديال، وفجّر أسود الأطلس أولى المفاجآت فهزموا منتخب بلجيكا القوي 2-0، وتصدروا مجموعتهم السادسة بعد فوز أخير على كندا 2-1.
في الدور الستة عشر، أدرك المغاربة والعرب والقارة السمراء، أن رحلة المغرب لم تعد رحلة إثبات وجود، بل تحول سؤال مدربهم وليد الركراكي (لم لا نحلم؟) إلى واقع جديد، فهزم المنتخب المغربي نظيره الإسباني المرشح بقوة للقب، بضربات الترجيح بعد بطولة حارسهم ياسين بونو.
في ربع النهائي، واجه أسود الأطلس المنتخب البرتغالي مع نجمه كريستيانو رونالدو، الذين اجتازوا الدور السابق بفوز عريض على سويسرا بنتيجة 6-1، لكن أسود الأطلس أثبتوا للعالم كله برأسية تاريخية من يوسف النصيري، أنهم الحصان الأسود للبطولة، ومضوا إلى المربع الذهبي في أول إنجاز من نوعه لبلد عربي وإفريقي في تاريخ البطولة.
وفي نصف النهائي، بعد مباراة عالية الكعب من حيث الأداء والشجاعة، لعبت الخبرة لصالح فرنسا التي تفوقت بهدفين نظيفين، وختم المغاربة رحلتهم التاريخية بالمركز الرابع بعد الخسارة أمام كرواتيا 2-1.