آلة لإزالة البلاط ومحجر بريطاني.. أنفاق غزة مادة دسمة لأكاذيب الاحتلال

لا تزال أنفاق غزة تشكّل مادة دسمة للبروباغندا الإسرائيلية الكاذبة، نظرًا لما تمثّله هذه الأنفاق من عائق كبير أمام هدف إسرائيل المتمثّل في القضاء على قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال حربها على قطاع غزة.

وروّجت حسابات إسرائيلية أخبارًا كاذبة تزعم اكتشاف جيش الاحتلال أنفاقًا للمقاومة الفلسطينية وحتى البدء بهدم بعضها.

وجاءت الإدعاءات بعدما نقلت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء الماضي عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ ضخّ مياه البحر في شبكة أنفاق المقاومة في قطاع غزة.

آلة لإزالة طبقات البلاط القديمة من المداخن

وتداولت حسابات إسرائيلية مقطع فيديو زعمت أنه لبدء جيش الاحتلال هدم أنفاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" أنّ مقطع الفيديو مضلّل، ونُشر في سبتمبر/أيلول الماضي قبل فترة من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة والتي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ويُظهر آلة تُستخدم لإزالة طبقات البلاط القديمة من داخل المداخن.

ونشر حساب شركة "Interesting Engineering" المتخصّصة في الإنشاءات الهندسية مقطع الفيديو في الفترة نفسها، مؤكدة أنّه يُستخدم لإزالة طبقات البلاط القديمة من المداخن. وتعمل الآلة على إصلاح بطانة المدخنة التالفة وهدم بلاط المداخن.

محجر بريطاني

كما نشر حساب باسم "قريش" مقطع فيديو زعم أنّه يُوثق اكتشاف أحد الأنفاق التابعة لحماس، خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.

بالبحث لم يعثر "مسبار" على مقطع الفيديو المتداول، لكنّه وجد مقطعًا آخر تظهر فيه معالم متطابقة نُشر في قناة "The Secret Vault" على موقع "يوتيوب" في 22 سبتمبر الماضي.

وذكر الناشر أنّ الفيديو صُوّر في محجر بيثل الواقع في منطقة ويلتشير بالقرب من برادفورد أون فون البريطانية.

ويَظهر التطابق التام بين معالم وتفاصيل المكان في مقطعي الفيديو، كالمصعد ورسم الغرافيتي، والسياج، والحوض البلاستيكي.

وعلى الرغم من أنّ تاريخ تصوير الفيديو المنشور على قناة "يوتيوب" غير معروف، لاحظ "مسبار" وجود تاريخ 2020 بجانب رسم الغرافيتي على أحد الجدران، والذي قد يشير إلى تاريخ تنفيذ العمل.

كما وجد أنّ القناة نفسها نشرت مقطعًا أقدم من المكان ذاته، بتاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وأنّ الجدار ظهر فيها مطليًا بالأبيض. ويُحتمل أن يكون التوثيق حينها، تمهيدًا لتنفيذ رسم الغرافيتي.

واستُخدم محجر بيثل في وقت سابق كمستودع لزراعة القنب، حيث عثرت الشرطة في سبتمبر 2018، على كمية من الحشيش قيمتها مليون جنيه إسترليني، كما أُدين حينها رجلان بتهم ارتكاب جرائم مخدرات.

وسبق أن روّجت حسابات إسرائيلية لمزاعم كاذبة عن دخول جنود الاحتلال لأحد أنفاق حماس، قبل أن يتبيّن أنّه مخبأ مهجور لجهاز إرسال في السويد، يعتقد أنّه يعود إلى حقبة الحرب الباردة.