كشفت دراسة جديدة أنّ الميكروبات التي تعيش عادة في الأمعاء، والتي تسمى بميكروبيوم الأمعاء، لها تأثيرات بعيدة المدى على كيفية عمل جسم الإنسان.
وتوصلت دراسة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، إلى أن بكتيريا الأمعاء تؤثر جزئيًا على صحة الدماغ عن طريق إنتاج مركبات مثل- الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة- تؤثر على سلوك الخلايا المناعية في جميع أنحاء الجسم، بما يشمل الخلايا الموجودة في الدماغ والتي يمكن أن تتلف أنسجة المخ وتؤدي إلى تفاقم التنكس العصبي في حالات مثل مرض الزهايمر.
ولميكروبات الأمعاء فوائد عدة أيضًا، إذ تساعد على هضم الطعام وتمنع نمو البكتيريا الضارة وتنظم جهاز المناعة.
ويمكن تناول أطعمة تساعد على تغذية ميكروبيوم الأمعاء وتسمح للبكتيريا بأداء وظيفتها بشكل أفضل وتحسّن من وظيفة الأمعاء عامة، مثل الثوم الذي يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، والشوكولاتة الداكنة الغنية بالبوليفينول المضاد للأكسدة وتوت العليق الغني بالألياف الداعمة لعملية الهضم والكراوية والأطعمة المخمرة والأناناس.
أهمية تنوع الغذاء
وقالت المختصة في التغذية العلاجية والسمنة، د. عائشة صقر، إن هناك ملايين الأنواع من ميكروبات الأمعاء وهي تشمل البكتيريا والفطريات والفيروس، حيث توجد علاقة تكافلية فيما بينها ولها عدة وظائف منها: إنتاج الفيتامينات والمحافظة على صحة الجهاز العصبي.
وشرحت صقر في حديث إلى "العربي" من قطر، ما توصلت إليها الدراسة التي بحثت في المفعول المباشر لهذه البكتيريا عندما يتناول الإنسان المضادات الحيوية، حيث تنتج مركبات كيميائية تتلقاها الخلايا عبر المؤشرات العصبية بطريقة مختلفة، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض في الجهاز العصبي مثل الزهايمر والباركنسنون.
وأكدت أنه كلما زاد تنوع الطعام في نظام الإنسان الغذائي، أصبح طعامه أكثر صحة ويساهم في تنوع الميكروبات المفيدة في الأمعاء وزيادة أنواع ميكروبات مقاومة للأمراض.