على يد والدها، قُتلت الفتاة سماح الهادي إبراهيم. وفي رواية أخرى للواقعة -التي هزّت المجتمع السوداني أخيرًا- فقد أجبر القاتل زوجته على مشاهدة موت ابنتها البالغة من العمر 13 عامًا.
وبحسب المتداول، فإن مقتل الطفلة سماح في منطقة الصالحة جنوبي مدينة أم درمان في السودان، وقع بعد أن طلبت من والدها نقلها إلى مدرسة خاصة انتقلت إليها زميلاتها في الدراسة.
وأُفيد بأن الوالد رفض الأمر، وخيّرها بين مواصلة الدراسة في مدرسة حكومية أو البقاء في المنزل، فآثرت ثاني الخيارين أملًا بأن يعدل أبوها عن موقفه لكنه لم يفعل.
وبينما منعها من مغادرة المنزل، استغلت سماح غياب والدها عنه في إحدى المرات وتوجهت إلى منزل إحدى صديقاتها، فغضب عندما علم بأمر خروجها من دون إذنه وأرداها بالرصاص.
الناشط السوداني قرشي يوسف أضاف مزيدًا من التفاصيل على وقائع المأساة. فقال إن الوالد صدم ابنته بالسيارة لدى عودتها إلى المنزل فكسر رجلها. ثم جرّها من شعرها إلى البيت وأطلق عليها النار.
وأشار إلى ما يتم تناقله من أن القاتل جرّ أم سماح من يدها، قائلًا: "تعالي شاهدي موت ابنتك".
قُتلت خطأ
في المقابل، نفى أفراد من العائلة صحة الرواية المتداولة. ونقلت وسائل إعلام محلية قولهم إن سماح "قُتلت خطأ" برصاصة طائشة أثناء قيام والدها بتنظيف سلاحه.
وتداول نشطاء على تويتر إفادة أخرى جاء فيها أن سماح قُتلت على يد أبيها عن طريق الخطأ خلال إطلاق للنار في عرس ابن عمها، واستغربوا كيف يُمكن أن تُقتل خطأ بثلاث رصاصات؟
Your silence speaks volumes #حق_سماح #ابوي_قتلني pic.twitter.com/FjuPDnR8co
— ُ (@maabyassirrr) March 22, 2021
وأكدت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان حصولها على معلومات تُفيد بالإفراج عن المتهم بموجب ضمانة، بعد اتهامه بـ "القتل الخطأ".
وبينما أفادت وسائل إعلام سودانية بأن الشرطة أمرت بفتح تحقيق عاجل في القضية، أشارت وزارة الداخلية أمس الأربعاء إلى أن شرطة ولاية الخرطوم "أولت اهتمامًا كبيرًا بتفاصيل البلاغ، حيث أوكلت التحريّ لرئيس القسم المختص الذي قام بكافة الإجراءات الفنية واستجواب الشهود من الأسرة والجيران بالحيّ".
ولفتت إلى أن المحضر ما زال مفتوحًا للإدلاء بأيّ معلومات "تفيد في هذا الشأن".
أبوي قتلني
وندد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بجريمة قتل سماح باستخدام وسمي #حق_سماح و#أبوي_قتلني، وطالبوا بتحقيق العدالة للطفلة المغدورة.
وكتبت أمال همامي في تغريدة: "لا تقتل النساء من الغرباء ولا من قطاع الطرق ولا من اللصوص؛ إنهن يقتلن من أكثر الناس قربًا وفي أكثر الأماكن اطمئنانًا للإنسان، يقتلن في غرفهن وفي منازلهن".
لا تقتل النساء من الغرباء ، و لا من قطاع الطرق ، و لا من اللصوص ؛ إنهن يقتلن من أكثر الناس قربا ، و في أكثر الأماكن إطمئنان للإنسان ، يقتلن في غرفهن و في منازلهن . 💔#أبوي_قتلني#أوقفوا_قتل_النساء pic.twitter.com/7Cz80pxJqt
— amal hammami (@ha_amal24) March 24, 2021
وكتب عزمي عبدالله في تغريدة أن حملة القصاص لحق سماح "يجب أن تنتهي إلى تعديل القوانين الخاصة بالعنف الأسري"، لافتًا إلى أن القانون الحالي معيب ويعبر عن السلطة الذكورية وثقافة العادات والتقاليد ولا يحقق عدالة للضحايا (النساء والأطفال) ولا يردع المجرمين".
حملة القصاص لحق المغدوره سماح يجب ان تنتهي الى تعديل القوانين الخاصة بالعنف الأسري .. القانون الحالي معيب ويعبر عن السلطة الذكورية وثقافة العادات والتقاليد ولا يحقق عدالة للضحايا (النساء والاطفال) ولا يردع المجرمين. #حق_سماح #ابوي_قتلني
— Azmi Abdallah (@AzmiAzmi2223) March 24, 2021
وقدم نشطاء حقوقيون مذكرة للنائب العام للمطالبة بتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة، إضافة إلى سن قوانين رادعة ضد جرائم العنف الأسري.
وبحسب الأمم المتحدة، تفتقر القوانين في السودان إلى تعريف أو تجريم للعنف الأسري.