نشرت الأمم المتحدة، سلسلة شهادات "مروعة" لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حربًا منذ أكثر من عام.
ونقلًا عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، أورد صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص في صحة الأم والطفل معلومات "أولية"، عن 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهنّ بين 6 و60 عامًا تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيرًا إلى أنّ هذه الحالات تشكل "جزءًا صغيرًا من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع".
شهادات عن اغتصاب الفتيات في السودان
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وفي سياق "تصاعد كبير لأعمال العنف" منذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت في ولاية الجزيرة وسط البلاد، قُتل ما لا يقل عن 124 مدنيًا وفرّ نحو 135 ألفًا إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، على ما أشار صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص في صحة الأم والطفل، في بيان.
ونقل البيان عن ماريا، وهي أم لولدين، قولها: "لقد اضطهدونا (المسلحون) وضربونا وصوّبوا أسلحتهم نحونا وفتّشوا بناتنا".
وروت فتيات أنّ إخوتهنّ وأعمامهنّ وآباءهنّ وفّروا لهنّ سكاكين، وأضفن: "قالوا لنا أن نقتل أنفسنا إذا هددنا المقاتلون بالاغتصاب".
وأفادت ناجيات في شهادات أخرى، بأنّ "نساء رمين بأنفسهنّ في النهر لعدم التعرّض لهجوم من رجال مسلحين"، بينما "فرّت أخريات واختبأن لأن عائلاتهنّ هددتهنّ بالقتل بداعي غسل العار".
وقالت فاطمة، وهي أم لستة أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها: "لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء ولا حتى خبز. سرنا لسبعة أيام تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أن نأكل شيئًا. وماتت بعض النساء في الطريق".
معاناة كبيرة للنساء الحوامل
وكانت أمينة (27 عامًا) ضمن مجموعة من 21 امرأة حامل في المرحلة الأخيرة، جمعهنّ طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهنّ على الولادة قبل الفرار. وتعيّن إخضاعها لعملية قيصرية. وقالت: "كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جدًا لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية".
وأضافت: "بعد ست ساعات فقط" من الخضوع للعملية القيصرية، وعلى الرغم من "الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة"، واصلت طريقي مع مولودي الجديد سيرًا على الأقدام، ثم في "عربة يجرها حمار" لأيام عدة.
وفي يوليو/ تموز الفائت أطلقت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة" تقريرًا صادمًا يوثق أكثر من 250 حالة اغتصاب في السودان، منها 75 حالة في ولاية الجزيرة وحدها، ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وأكّد التقرير استخدام قوات الدعم السريع الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحًا ضد المدنيين في ولاية الجزيرة، في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى أبريل/ نيسان 2024.
وأمام ذلك، تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أفاد أمس الثلاثاء، بأن نحو نصف سكان السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي، وأن خطر المجاعة يلوح في الأفق في قسم كبير من البلاد.