دائمًا ما كانت الأحداث الكبرى في فلسطين، تجد صدى كبيرًا في ميادين القاهرة على المستوى الشعبي والجماهيري، وحتى بعد أن وقعت مصر اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979 في البيت الأبيض، إلا أن التطبيع ظل في إطار المؤسسات الرسمية ولم يتسرب إلى الشعب المصري.
وخلال طوفان الأقصى وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم يكن حجم التفاعل الشعبي في مصر وميادينها يرقى إلى مستوى تفاعلهم السابق، ولا في مستوى ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة منذ أكثر من عام.
غزة ومزاج الشارع المصري
لكن كثيرين يرون أن هذا لا يعني بالضرورة تغيرًا في المزاج الشعبي المصري تجاه القضية الفلسطينية، فأرقام الخسائر التي تعرضت لها الشركات التي قاطع المصريون منتجاتها تقول إن المصريين لا يزالون يتألمون لما يحدث في قطاع غزة.
آخر ما يؤيد هذه النظرية، فيديو نشرته منصة "ساحات" على صفحتها، فانتشر على نطاق واسع جدًا، وتفاعل معه عشرات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل في مصر لسائق "توك توك" مصري، أوصل ركابًا إلى وجهتهم، وبعد أن علم بأنهم من قطاع غزة رفض أن يتقاضى أجره.
وبعد إلحاحهم عليه، غلبت السائق دموعه وطلب منهم مسامحته لعجزه عن مؤازرتهم بشيء، وزاد على طلبه أن يطلبوا ممن يلقونهم من أهل غزة، أن يسامحوه باسمه.
متعاطفون بلا حدود
وبدا بعد نشر الفيديو، وكأن عشرات الآلاف من المصريين قد وجدوا فيه ضالتهم.
كثيرون نشروا أسماءهم الثلاثية على غرار السيد محمد عبد المجيد، طالبين السماح من أهل غزة وآخرون تفاعلوا مع الفيديو على نطاق واسع.
يقول سامي: "دموع سائق التوك توك تكشف عن العجز وقلة الحيلة. مشهد على بساطته وعفويته، يرد لنا جزءًا من الإيمان بأن بوصلة الناس ما زالت في الاتجاه الصحيح".
أما رشا صالح، فكتبت: "نحن شعوب مستضعفة. القمع يطالنا جميعًا، والخوف مزروع في قلب كل واحد منا، لا نُخب سياسية نتكئ عليها وتتكئ علينا، ومعروف أن أي فعل سياسي جماعي يحتاج إلى قائد ليظل متماسكًا. يمكن المساهمة بالمال، وأعتقد أننا لسنا على قدر مستوى الحدث في هذه النقطة، والله أعلم".
وكتب عاصم من جهته: "القلب السليم شعلة نار وصدق، وحقيقة تسري بين البشر، دموعه شخصية جدًا وأثرت في نفسي كثيرًا، أنا أنتمي إلى هذا الشعب وإلى روح هذا الشعب".
أما محمد فكتب يقول: "كلنا السيد محمد عبد المجيد، لكن باختلاف أسمائنا".