أجازت هيئة الخدمات الصحية البريطانية استخدام دواء جديد اسمه "أولاباريب" في مجال علاج سرطان البروستات للرجال وسرطان الثدي للنساء في عموم المملكة المتحدة.
وبموجب هذا القرار ستتم معالجة أكثر من 550 رجلًا مصابًا بسرطان البروستات، ونحو 300 امرأة مصابة بسرطان الثدي، تقدموا للحصول على الموافقة للتزود بالعلاج المطلوب.
وأظهرت التجارب السريرية انخفاض خطورة عودة سرطان الثدي للنساء اللواتي خضعن للعلاج في غضون أربع سنوات، بمقدار الثلث تقريبًا.
Olaparib is the 19th breast cancer treatment NICE has recommended since 2016. It is estimated that around 300 people could be eligible. Learn more: https://t.co/4CCdJRYuwV #NICENews pic.twitter.com/IK5UNu1Uze
— NICE (@NICEComms) April 6, 2023
فقد رخصت الهيئة استخدام علاجي "أولاباريب" من النساء المصابات بسرطان الثدي المبكر السلبي والعالي الخطورة اللواتي ورثن عيوبًا في جينات بي أر سي إي 1 وبي آر سي 2.
ما هو سرطان الثدي السلبي؟
- تفتقر الخلايا السرطانية إلى مستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجسترون، أو تحتوي على مستوى غير طبيعي من بروتين "هير" الذي يساعد خلايا سرطان الثدي على النمو بسرعة.
- تسمى خلايا سرطان الثدي التي تحتوي على مستويات عالية من بروتين "هير 2"، بخلايا "هير 2" الإيجابية، بينما التي تحتوي على مستويات أقل، تسمى "هير 2" السلبية.
- تميل سرطانات الثدي "هير 2" الإيجابية إلى النمو والانتشار أسرع من سرطانات الثدي "هير2" السلبية، ويرجح أن تستجيب للعلاج بالعقاقير، وفقًا لجمعية السرطان الأميركية.
- سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو الآخر ينمو وينتشر بشكل أسرع من الأنواع الأخرى من سرطان الثدي، وتكون له نتائج أسوأ لندرة توفر العلاج.
عقار "أولاباريب"
وفي هذا الإطار، يشرح المختص في طب الأورام في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان أشرف عوض، أن دواء "أولاباريب" هو من العلاجات المستعملة والموجهة لعلاج السرطان وله فعالية واضحة تم إثباتها من قبل في سرطان الثدي والبروستات وسرطان المبايض، فضلًا عن دوره في علاج سرطان البنكرياس، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه أثبت فعالية تفوق ما هو موجود حاليًا من علاجات أخرى.
وفي حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، يضيف عوض أن العقار أعيد ترخيصه مؤخرًا لفئة جديدة من المرضى وهي فئة مرضى سرطان البروستات، وكذلك في الحالات المبكرة من سرطان الثدي، معتبرًا أن هذه الخطوة نقلة جديدة في استخدام هذا العلاج الذي يأتي في الحالات المبكرة ليمنع عودة المرض للمرضى الذين تم شفاؤهم منه.
وبشأن الآلية التي يعمل بها "أولاباريب"، يوضح عوض أن العقار هو عبارة عن علاج موجه، يقوم بتعطيل إنزيم من الإنزيمات المسؤولة عن إصلاح أعطال الحمض النووي، مفسرًا أن هذا الإنزيم يصلح أعطال الحمض النووي ولكن فعاليته تكون في حالات المرضى الذين لديهم خلل جيني (بي آر سي 1 وبي آر سي 2).
ويؤكد أن هذا العقار يمكن اعتباره بديلًا عن العلاجات الكيميائية التي تسبب كثيرًا من الأعراض الجانبية للمرضى وتنغص عليهم حياتهم، مشيرًا إلى أن هذا العلاج يعد مكلفًا نوعًا ما، وأن سعره يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف دولار في الشهر الواحد.
ويردف عوض أن العقار موجود في معظم البلدان العربية، مضيفًا أنه متوفر بشكل مجاني في دولة قطر سواء للمواطنين أو المقيمين.
ويخلص إلى أن الدواء تمت تجربته على الحالات المتقدمة وأثبت فعاليته، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية شجعت الباحثين على استخدامه في المراحل المبكرة، ليعطي وقاية تحمي المرضى من عودة المرض بعد شفائه.