كشفت دراسة كندية حديثة أن العمل الليلي يضاعف خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ووجدت الدراسة، التي أجراها معهد كوينز لأبحاث السرطان في جامعة كينغستون الكندية، علاقة واضحة بين العمل ليلًا وخطر الإصابة بسرطان الثدي، من دون أن تتمكّن من إثبات المسبّب.
وتوصّلت تحقيقات سابقة إلى وجود علاقة بين العمل الليلي وسرطان الثدي، خاصة بالنسبة للعاملين في المجال الصحي، إلا أن الدراسة الحديثة كشفت عن وجود خطر واضح لدى العاملين في مجالات أخرى.
ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي عملن لـ30 عامًا أو أكثر في الليل، تضاعفت نسبة إصابتهم بالمرض.
وشملت الدراسة أكثر من 1100 امرأة مصابة بسرطان الثدي، وأكثر من 1100 إمرأة لم تُشخّص بالمرض، وتراوحت أعمارهن بين منتصف الخمسينيات وأواخرها.
وحلّل الباحثون إجابات النساء عن أنماط عملهن، ومعلومات عن تشخيصات السرطان في سجلات المستشفيات، وتبيّن أن حوالي ثلث النساء في كل مجموعة عملن مرة واحدة ليلًا.
ولدى تحليل المعلومات عن مجموعة النساء اللواتي عملن ليلًا، وجدت الدراسة أن هناك صلة بين العمل لمدة 30 عامًا أو أكثر، ومضاعفة خطر الإصابة بسرطان الثدي، حتى بعد مراعاة العوامل الأخرى التي قد تؤثر على خطر الإصابة بالسرطان، مثل مؤشر كتلة الجسم.
وترتبط بعض الفرضيات حول الإصابة بالسرطان، بعوامل منها: تغيير الإيقاع اليومي الطبيعي للجسم (الساعة البيولوجية)، وانخفاض الميلاتونين (الهرمون الذي ينظّم دورات النوم والاستيقاظ التي تحدث بكميات أكبر أثناء النوم)، وزيادة اضطرابات النوم وانخفاض محتمل في فيتامين د.
ومن بين التفسيرات المحتملة للعلاقة بين الدراسة الحديثة وبعض هذه الفرضيات، هو انخفاض معدل الميلاتونين، إذ إن العمل ليلًا يُمكن أن يؤثر على مستويات الميلاتونين، والتي يعتقد بعض الخبراء أنها يمكن أن تساعد في تقوية جهاز المناعة.
ورغم ذلك، يُحذّر الأطباء من الآثار الجانبية الخطيرة لمادة الميلاتونين التي راج استعمالها لعلاج اضطرابات النوم والأرق، والتي تصل إلى الإصابة بأمراض الخرف.
وفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة وأمراض النوم الدكتور محمد حسن الطراونة، في حديث سابق إلى "العربي"، أن الاستخدام المفرط للميلاتونين يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية والتداخلات الدوائية مع العديد من الأدوية، أبرزها الصداع والإرهاق وغيرها، محذّرًا من أن الاستعمال الجائر طويل الأمد للميلاتونين سيشكّل مضاعفات بسبب وجود مادة السيروتونين التي ترفع نسبة حدوث هذه المضاعفات التي قد تصل إلى حد الوفاة المفاجئة.