في حادثة أعادت إلى الأذهان واقعة البائع المتجوّل التي أشعلت ثورة عام 2011، أقدم رجل تونسي، اليوم السبت، على إضرام النار بجسده في قلب العاصمة التونسية.
وأفاد ديوان الحماية المدنية بأن رجلاً يبلغ 35 عامًا "أحرق نفسه بالنار في جادة الحبيب بورقيبة، ما تسبب بإصابته بحروق من الدرجة الثالثة".
وجرى نقل الرجل الذي حاول الانتحار حرقًا، على وجه السرعة إلى مركز الإصابات والحروق السريعة في بن عروس بتونس الكبرى.
تونس قبل قليل شاب تونسي يحرق نفسه في شارع بورقيبة بتونس العاصمة ... لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم pic.twitter.com/OIqssirUrX
— Fareewan 🇱🇾 (@Fareewan3) September 11, 2021
وأوضح المتحدث باسم الحماية المدنية معز تريعة، أنّ الضحية يعاني "حروقًا في كافة أنحاء جسده"، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل عن حاله الصحية أو دوافعه.
سكب مادة مشتعلة
وقال شاهد لفرانس برس: إنّ الرجل وصل إلى جادة الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة تونس، مصحوبًا بآخر أصغر سنًا، وحاولا جذب انتباه صحافيين كانوا في المكان لتغطية وقفة احتجاجية، قبل أن يصب الرجل مادة مشتعلة على جسده ثم يضرم النار بولاعة.
شاب يحرق نفسه اليوم في #شارع_بورقيبة في #تونس خيبة الأمل لدى الشباب تتوسع ورغم خطابه الكثير الموجه إليهم فإن الشباب سريعا ما بدأ ييأس من وعود الاخشيدي للمتنبي فمنذ نحو شهرين من انقلابه لم ير الشباب من #قيس_سعيد شيئا لم يروا منه سوى الوعيدوالتهديد للفاسدين ولم يروه يسجن منهم أحدا pic.twitter.com/d9eg611qa8
— الشيخ القيرواني (@SheikhQayrawani) September 11, 2021
وحاول مارة سحب الولاعة من يده، ولكنّه شرع في الركض بين أرصفة المقاهي المزدحمة، وعمد الحاضرون إلى إطفاء النار بالوسائل المتاحة قبل تدخّل الحماية المدنية.
ونصبت الشرطة عوائق حديد في المكان، وظهر واضحًا خلفها حذاء الضحية متفحمًا بعد دقائق من الواقعة.
بوعزيزي جديد
وسرعان ما قفزت الذاكرة إلى الواقعة الشهيرة التي أشعلت الربيع العربي، حينما أقدم البائع المتجوّل محمد البوعزيزي (26 عامًا) على إضرام النار في نفسه في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، مطلقًا الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي وتلتها ثورات في عدة دول عربية.
والسبت الماضي، توفي الشاب ناجي الحفيان، وهو من جرحى الثورة في تونس، حرقًا بالنار في ضاحية شعبية لتونس العاصمة، وكان الحفيان عاطلًا عن العمل ولديه الحق نظريًا في تعويض مالي وامتيازات أخرى كونه من بين "جرحى" الثورة.