الثلاثاء 2 يوليو / يوليو 2024

أحدهم مسلم.. تعرّفوا إلى أقوى 6 جيوش في العالم عبر التاريخ

أحدهم مسلم.. تعرّفوا إلى أقوى 6 جيوش في العالم عبر التاريخ

Changed

حلقة سابقة من برنامج "قراءة ثانية" تناقش تاريخ الدولة العثمانية (الصورة: غيتي)
بناء على قدرتها على كسب المعارك بشكل حاسم ومتّسق، ومدى السماح لبلدانهم بالسيطرة على دول أخرى، إليكم أقوى الجيوش على مرّ التاريخ.

في نظام فوضوي كما هو حال العلاقات الدولية، تُعتبر الجيوش العامل الأهم في قياس القوة النسبية للدولة، إذ قال مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ، إن "القوة تزدهر من فوهة البندقية".

ورصدت مجلة "ناشيونال إنترست" بعض أقوى الجيوش على مرّ التاريخ، بناء على قدرتها على كسب المعارك بشكل حاسم ومتّسق، ومدى السماح لبلدانهم بالسيطرة على دول أخرى.

فما هي هذه الجيوش؟

الجيش الروماني

اشتهر الجيش الروماني بغزو العالم الغربي لبضع مئات من السنين. وكانت الميزة الأهم للجيش الروماني هي الإصرار، والقدرة على العودة إلى القتال مرارًا وتكرارًا حتى عندما يواجه هزيمة عظمى.

وظهرت هذه الميزة جلية في الحروب البونيقية عندما تمكّنوا، على الرغم من نقص المعرفة والموارد، من هزيمة القرطاجيين بانتظارهم أولًا في الخارج، ثم استخدام تكتيكات المفاجأة (عبر إنزال جيش في داخل قرطاج نفسها).

ومن أجل القتال بقوة وحزم، منح الجيش الروماني جنوده مكافآت عديدة. فبالنسبة للجنود الفقراء، كان النصر في المعركة يعني الحصول على قطعة أرض.

وبالنسبة لأصحاب الأراضي، كان ذلك يعني حفاظهم على ممتلكاتهم وكسب ثروات إضافية. أما فيما يخص الدولة الرومانية ككل، فكان النصر يعني الحفاظ على أمن روما.

اشتهر الجيش الروماني بغزو العالم الغربي لبضع مئات من السنين
اشتهر الجيش الروماني بغزو العالم الغربي لبضع مئات من السنين- غيتي

وعلى مدار 300 عام، توسّعت روما من قوة إيطالية إقليمية إلى سيد يحكم البحر الأبيض المتوسط بأكمله والأراضي المحيطة به.

وتمتّعت الفيالق الرومانية، التي ضمّت جنودًا محترفين خدموا لمدة 25 عامًا، بتدريب جيد وتسليح بالحديد، وانتشرت في مواقع إستراتيجية بجميع أنحاء الإمبراطورية، ما أدى إلى تماسك الإمبراطورية وإبعاد أعدائها.

وعلى الرغم من بعض النكسات، لم يكن للجيش الروماني منافسين مجاورين يتمتعون بالقوة ذاتها.

الجيش المغولي

تمكّن المغول، الذين بلغ عددهم مليون رجل عندما بدأوا حروبهم عام 1206، من غزو معظم أوراسيا وإخضاعها في غضون مئة عام. وهزموا الجيوش والدول التي كان لديها عشرات أو مئات الأضعاف من القوة البشرية التي كان يمتلكها المغول.

ويمكن القول إن المغول كانوا ببساطة قوة لا يمكن إيقافها ظهرت من العدم، للسيطرة على الشرق الأوسط والصين وروسيا.

كان المغول ببساطة قوة لا يمكن إيقافها ظهرت من العدم، للسيطرة على الشرق الأوسط والصين وروسيا
كان المغول ببساطة قوة لا يمكن إيقافها ظهرت من العدم، للسيطرة على الشرق الأوسط والصين وروسيا -غيتي

ويعود نجاح المغول إلى العديد من الإستراتيجيات والتكتيكات التي استخدمها جنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية، والأهم من ذلك هو قدرة المغول على التنقّل والتحمل؛ فحياة المغول هي حياة البدو الرحّل، ما مكَّنهم من تحريك جيوش ضخمة عبر مسافات كبيرة في وقت قصير.

واعتمد المغول على الخيول للتنقّل، إذ امتلك كل فارس من فرسان المغول ثلاثة أو أربعة خيول للتناوب فيما بينها في الحروب. كما استخدموا تكتيكات مبتكرة بما فيها هجمات الكر والفر والشكل البدائي للحرب الخاطفة.

كما اعتمدوا إستراتيجية "الإرهاب"، وتعمّدوا إلحاق الأضرار والخسائر الجسيمة بأعدائهم المهزومين لتدمير الروح المعنوية لأعدائهم المستقبليين.

الجيش العثماني

فتح الجيش العثماني معظم مناطق الشرق الأوسط والبلقان وشمال إفريقيا في أوج عظمته. وعام 1453، احتل القسطنطينية التي كانت واحدة من أكثر المدن التي لا يمكن اختراقها في العالم.

بالمدفع، استطاعت الإمبراطورية العثمانية الاستيلاء على القسطنطينية
بالمدفع، استطاعت الإمبراطورية العثمانية الاستيلاء على القسطنطينية- غيتي

وعلى مدى 500 عام، كان الجيش العثماني اللاعب الوحيد في المنطقة، التي كانت تتألف في السابق من عشرات الدول وحتى القرن التاسع عشر، وتمكنت الإمبراطورية العثمانية من الاحتفاظ بوحدتها ضد كل جيرانها.

استفاد الجيش العثماني جيدًا من المدافع والبنادق قبل أعدائه، الذين كان العديد منهم آنذاك لا يزالون يقاتلون بأسلحة العصور الوسطى، ما أعطى الإمبراطورية العثمانية ميزة حاسمة عندما كانت لا تزال إمبراطورية حديثة.

وبالمدفع، استطاعت الإمبراطورية العثمانية الاستيلاء على القسطنطينية، وهزيمة الفرس والمماليك في مصر، وكانت إحدى المزايا الرئيسية للعثمانيين هي استخدام وحدات مشاة خاصة من النخبة تسمّى الإنكشاريين، الذين دُرّبوا منذ الصغر على أن يكونوا جنودًا، وبالتالي، كانوا مخلصين للغاية وفاعلين في ساحات المعركة.

الجيش الألماني النازي

بعد الجمود الذي أعقب الحرب العالمية الأولى، صدم الجيش الألماني النازي "الفيرماخت" أوروبا والعالم باجتياح معظم دول وسط وغرب أوروبا في غضون أشهر. وفي مرحلة ما، بدت القوات الألمانية النازية مستعدة لغزو الاتحاد السوفيتي الضخم.

وكان الجيش الألماني قادرًا على تحقيق هذه الإنجازات الهائلة من خلال استخدامه مفهوم الحرب الخاطفة (Blitzkrieg)، الذي يقوم على استخدام تقنيات جديدة في الأسلحة والاتصالات، ويجمع بين السرعة والمفاجأة وتركيز القوات لتحقيق كفاءة عالية.

استخدم الجيش الألماني النازي مفهوم الحرب الخاطفة
استخدم الجيش الألماني النازي مفهوم الحرب الخاطفة- غيتي

وكانت وحدات المشاة المدرعة والميكانيكية، بمساعدة الدعم الجوي القريب المدى، قادرة على اختراق خطوط العدو وتطويقه. وفي المعارك الافتتاحية في الحرب العالمية الثانية، غالبًا ما كانت القوات المعارضة مصدومة ومرهقة لدرجة أنها لم تُبدِ سوى الحد الأدنى من المقاومة.

وتطلّب تنفيذ هجمات الحرب الخاطفة قوات مدرَبة تدريبًا عاليًا وقادرة على التعامل مع تكتيكاتها. ومع أن الأيديولوجية النازية وزعيمها "المهووس" أعاقا الجهود التي بذلها "الفيرماخت"، إلا أن الموارد والقوى البشرية غير الكافية هي التي أدت إلى سقوط ألمانيا النازية.

الجيش السوفيتي

قبل عام 1946، عُرف الجيش السوفيتي باسم "الجيش الأحمر"، وكان مسؤولًا أكثر من أي جيش آخر، عن قلب مجرى الأحداث في الحرب العالمية الثانية. ويُشار عالميًا إلى معركة ستالينغراد، التي انتهت باستسلام الجيش الألماني السادس بأكمله، على أنها نقطة تحوّل رئيسة في المسرح الأوروبي في الحرب العالمية الثانية.

باستثناء الأسلحة النووية، لم يكن الجيش السوفيتي في الحرب الباردة مختلفًا كثيرًا عن خصومه
باستثناء الأسلحة النووية، لم يكن الجيش السوفيتي في الحرب الباردة مختلفًا كثيرًا عن خصومه- غيتي

كان الجيش السوفيتي قوة عسكرية هائلة، بفضل حجم الدولة الكبير من حيث المساحة والسكان والموارد الصناعية. ومما لا شكّ فيه أنه كانت هناك لحظات من العبقرية العسكرية، خاصة عندما مكَّن ستالين قادته القلائل البارعين، واستخدام التكنولوجيا المتفوّقة لا سيما دبابات T-34. ومع ذلك، لم تكن هي العوامل الحاسمة في نجاح الاتحاد السوفيتي، حيث استمرت تضحياته الهائلة في معركة برلين.

وباستثناء الأسلحة النووية، لم يكن الجيش السوفيتي في الحرب الباردة مختلفًا كثيرًا عن خصومه. فبينما امتلك حلف شمال الأطلسي (الناتو) الكثير من المزايا التكنولوجية خلال الصراع الذي دام أربعة عقود، تمتع الاتحاد السوفيتي بمزايا عديدة في عديد من الفئات خاصة القوة البشرية. ونتيجة لذلك، خططت الولايات المتحدة والناتو للتوجّه إلى الأسلحة النووية في وقت مبكر في حالة حدوث صراع في أوروبا.

الجيش الأميركي

على مر تاريخها، تقصّدت الولايات المتحدة عدم الاحتفاظ بجيش كبير ودائم، إذ بينما يسمح دستور الولايات المتحدة للكونغرس بتجهيز سلاح البحرية وصيانته، يعطيه سلطة حشد الجيوش ودعمها حسب الحاجة فقط.

الجيش الأميركي مدعوم بأعظم قوة بحرية وجوية عرفها العالم على الإطلاق
الجيش الأميركي مدعوم بأعظم قوة بحرية وجوية عرفها العالم على الإطلاق- غيتي

وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، التزمت الولايات المتحدة بهذا النموذج، حيث جمعت جيوشًا كبيرة خلال الحرب، إلا أنها سرعان ما فكّكتها بعد انتهائها. ومع ذلك، لا يزال الجيش الأميركي منذ بداية القرن العشرين فعالًا للغاية، لا سيما في المعارك ضد الدول القومية.

 وأسهم تدخّل الولايات المتحدة في الحربين العالميتين الأولى والثانية في ترجيح كِفَّة ميزان القوى لصالح الحلفاء، كما هزمت الولايات المتحدة جيش صدام حسين في الكويت عام 1991، وفي العراق عام 2003.

وتكمن قوة الجيش الأميركي في أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة في التاريخ التي تنشر مجموعات هائلة من القوة العسكرية، بما فيها القوة البرية، بطريقة سريعة وفعالة، كأحد العوامل الرئيسة في نجاح الجيش الأميركي.

ورغم أنه ليس كبيرًا من حيث العدد كما هو الحال مع دول مثل الاتحاد السوفيتي، إلا أن الجيش الأميركي يتمتع بقوات قتالية عالية التدريب، وتستخدم تقنيات فائقة، كما أنه مدعوم بأعظم قوة بحرية وجوية عرفها العالم على الإطلاق.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close