الثلاثاء 25 يونيو / يونيو 2024

أخطر من التدخين.. الوحدة تؤدي إلى مخاطر صحية مميتة

أخطر من التدخين.. الوحدة تؤدي إلى مخاطر صحية مميتة

Changed

ناقش "صباح جديد" تأثير الوحدة على الصحة الجسدية للإنسان (الصورة: غيتي)
يعيش الكثير من الناس خفية في صراع مع الشعور بالوحدة، وهو ما يفرض على المؤسسات الصحية تخصيص التمويل اللازم لمكافحة هذه الآفة.

حذّر الجرّاح العام السابق في الولايات المتحدة فيفيك مورثي من أنّ الشعور بالوحدة يفرض مخاطر صحية مميتة مشابهة لتدخين ما يصل إلى 15 سيجارة يوميًا، مما يكلّف قطاع الصحة العامّة مليارات الدولارات سنويًا.

وأكد مورثي، في تقرير مؤلف من 81 صفحة، أنّ حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة أفادوا بأنّهم يشعرون بالوحدة.

وأظهرت الأبحاث أن الأميركيين، الذين أصبحوا أقل انخراطًا في دور العبادة والأنشطة المجتمعية وحتى مع أفراد أسرهم في العقود الأخيرة، أبلغوا بشكل مطرد عن زيادة في مشاعر الوحدة. كما تضاعف عدد الأسر التي تعيش منفردة على مدى السنوات الـ 60 الماضية.

وأوضح مورثي لوكالة "أسوشييتد برس" أنّ "الكثير من الناس يعيشون خفية في صراع مع الشعور بالوحدة"، مضيفًا أنّ هذا يفرض على المؤسسات الصحية تخصيص التمويل اللازم لمكافحة هذه الآفة.

وكشف أنّ الوحدة تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 30% تقريبًا، وأن أولئك الذين يعانون من علاقات اجتماعية سيئة يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. كما أن العزلة تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق والخرف.

وأوضح الاختصاصي في الطب النفسي والإدمان قاسم ريماوي في حديث سابق إلى "العربي" أن الوحدة واليأس هما أحد العوامل الأساسية التي تسبّب عدة أمراض نفسية منها اضطرابات القلق، والتوتر واضطراب الاكتئاب، بالإضافة إلى أمراض أخرى كثيرة.

كورونا فاقمت الأزمة

وفاقمت جائحة كوفيد 19 الأزمة بشكل أكبر، مع إغلاق المدارس وأماكن العمل، وفرض إجراءات التباعد الاجتماعي.

ووجد التقرير الذي أصدره مورثي أنّ الأميركيين قضوا حوالي 20 دقيقة يوميًا بشكل شخصي مع الأصدقاء عام 2020، انخفاضًا من 60 دقيقة يوميًا قبل عقدين تقريبًا.

وأضاف التقرير أنّ آفة الوحدة تُصيب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا بشكل خاص، حيث أبلغت هذه الفئة العمرية عن انخفاض بنسبة 70% في الوقت الذي يقضونه مع الأصدقاء.

ما دور التكنولوجيا؟

كما أدت التكنولوجيا إلى تفاقم مشكلة الشعور بالوحدة بسرعة، حيث وجدت إحدى الدراسات المذكورة في التقرير أن الأشخاص الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعتين أو أكثر يوميًا كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم بالعزلة الاجتماعية بأكثر من الضعف من أولئك الذين استخدموا هذه التطبيقات لمدة تقلّ عن 30 دقيقة يوميًا.

وأكد مورثي للوكالة أنّه "لا بديل حقيقيا للتفاعل الشخصي. فمع تحوّلنا إلى استخدام التكنولوجيا أكثر فأكثر للتواصل، فقدنا الكثير من التفاعل الشخصي. ولهذا يجب التفكير في كيفية تصميم التكنولوجيا التي تقوّي علاقاتنا بدلًا من إضعافها".

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة