في 27 فبراير/ شباط الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنشاء "فيلق دولي" يضمّ متطوعين من جميع أنحاء العالم للوقوف في وجه الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وبالفعل، استقطبت كييف أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي من 52 دولة، بما فيها الولايات المتحدة، وكندا، وفنلندا، وبريطانيا، وجورجيا، والسويد، والتشيك، وفرنسا، وبلجيكا، وبيلاروسيا.
من هو "والي"؟
ومن بين هؤلاء المتطوّعين، قنّاص من المحاربين الكنديين القدامى باسم مستعار هو "والي"، والذي يُعتبر من نخبة الفوج الملكي الـ22 التابع للجيش الكندي.
وذكر موقع "إنديا توداي" أن والي يُعتبر من "أخطر القنّاصين في العالم، لأنه يستطيع تحقيق 40 إصابة قاتلة في يوم واحد".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها والي المساعدة بمهاراته القتالية، إذ خدم في أفغانستان مع القوات المسلحة الكندية في عامي 2009 و2011. وهناك اكتسب الاسم "Wali" الذي يعني "الحامي".
كما انضمّ قبل سنوات إلى القوات الكردية لقتال "تنظيم الدولة" في شمال العراق.
وقال في حديث مع الإذاعة الكندية (سي بي سي) إنه عبر الحدود إلى أوكرانيا من بولندا، ووجد التجربة "سريالية" بالمقارنة مع الفترة التي قضاها في قندهار.
وعن انضمامه للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية، قال والي: "يجب تقديم المساعدة للأوكرانيين، الذين يتعرضون للقصف لمجرد أنهم يريدون أن يكونوا أوروبيين لا روسًا".
الحماية للفيلق الأجنبي
ويثير وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب مخاوف دولهم من أن تستخدم روسيا هذا الأمر باعتباره دليلًا على أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" منخرط في الصراع.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن موسكو ستعتبر هؤلاء المقاتلين الأجانب "مرتزقة، وإذا تم أسرهم لن يتمتعوا بوضع أسرى الحرب بموجب اتفاقيات جنيف".
وفي هذا الإطار، أشارت المجلة إلى أن كييف طلبت من جميع المقاتلين الأجانب توقيع عقد مدته ثلاث سنوات مع قواتها الدفاعية، بهدف توفير الحماية لهم بموجب قانون الحرب، ليتم معاملتهم مثل أي جندي أوكراني.
من جانبه، سعى البرلمان الأوكراني إلى المساعدة في حماية الراغبين في المجيء والقتال. وفي الشهر الماضي، أقرت كييف تشريعات تفرض المقاومة الوطنية بين المواطنين. وذكرت شبكة "سي بي سي" أن الهدف من القانون هو ضمان حصول الجنود المواطنين المسجّلين على حماية اتفاقيات جنيف في حالة الأسر.
وأشارت المجلة إلى أن والي ورفاقه المتطوعين الكنديين لا ينبغي أن يواجهوا أي مشاكل مع حكومتهم، لأن قانون التجنيد الأجنبي، وهو قانون كندي يعود تاريخه إلى عام 1937، وكان يهدف إلى ثني الكنديين عن القتال في الحرب الأهلية الإسبانية. ويحظر هذا القانون على الكنديين القتال ضد حليف لكندا.
ورأت أن أوكرانيا حليف أساسي لكندا، لذلك لا ينبغي أن يطبّق القانون على المتطوّعين الكنديين.