أفاد مسؤول في معبر رفح الحدودي بأنّ المجموعة الأولى من الجرحى الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة اليوم الأربعاء دخلت مصر عبر سيارات الإسعاف بعد اتفاق لفتح معبر رفح.
وبثّت وسائل إعلام مصرية مشاهد لعبور سيارات الإسعاف إلى الأراضي المصرية عبر المعبر الذي يُعدّ المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
وتوسّطت قطر في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحركة "حماس" بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للسماح بخروج حاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين بجروح خطرة من قطاع غزة المحاصر.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول غربي قوله: إنّ مصر وإسرائيل اتفقتا على قائمة بأسماء الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، والذين يمكنهم مغادرة غزة عبر معبر رفح مع إبلاغ السفارات المعنية مسبقًا.
قصص مؤثرة على معبر رفح
وعند معبر رفح، تفترش عائلات الأرض أو ينتظرون في سياراتهم لحظة فتح المعبر للخروج.
من بين هؤلاء، المواطن الأردني منار الفرّا الذي ينتظر إجلاءه من القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ردًا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب "القسّام" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأوضح الفرّا الذي استُشهد 76 من أفراد عائلته الكبيرة الذين يعيشون في غزة، أنّها المرة الخامسة التي يقصد بها معبر رفح الحدودي للخروج، بناء على اتصال هاتفي من وزارة الخارجية الأردنية، لكن من دون جدوى.
وقال: "اتصلوا بي الليلة الماضية، وأخبروني أنّ اسمي مدرج على قائمة الإخلاء اليوم، وأنني يجب أن أكون عند المعبر الحدودي الساعة 9 صباحًا. وها أنا انتظر".
وأضاف أنّ الشهر الذي قضاه في قطاع غزة "لا يُوصف"، مضيفًا: "لم أكن خائفًا أبدًا، بل شعرت بسلام شديد. لكن رؤية المجازر اليومية على شاشات التلفاز والمجزرة الأخيرة في مخيم جباليا أمس، حيث تم تدمير مبنى كامل بست قنابل تزن كل منها طنًا، بينما الدول العربية صامتة فقط".
وأعرب الفرّا عن أمله بإجلائه، لكنّه رأى أنّ الأمل ضعيف، إذ لا توجد مؤشرات على ذلك.
وقال: "عائلتي في عمّان، وأنا هنا منذ حوالي شهر، أنتظر الموت كل يوم".
وأفاد مصدر أمني مصري بأنّه من المقرّر أن يعبر ما يصل إلى 500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، معبر رفح الحدودي من غزة إلى مصر اليوم الأربعاء "بعد التوصل إلى اتفاق لفتح المعبر".
