بعد خمسة أشهر على إعلان تنصيبه، كشف الرئيس التركي عن مقتل زعيم تنظيم "الدولة" في سوريا، المدعو "أبو الحسين القرشي"، في عملية للاستخبارات التركية داخل الأراضي السورية.
وخلال لقاء تلفزيوني مباشر ومشترك بثته عدة قنوات تركية محلية، مساء الأحد، قال أردوغان: "الاستخبارات التركية كانت تتعقب منذ زمن طويل المدعو أبو الحسين القرشي زعيم ما يسمى داعش، وتم تحييده أمس في عملية بسوريا".
وكان تنظيم "الدولة" قد أعلن في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له.
تفاصيل مقتل زعيم تنظيم "الدولة" في سوريا
ووفق وكالة "فرانس برس"، فقد أغلق عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من أنقرة السبت الماضي، منطقة في جنديرس بريف حلب شمال غربي سوريا. كما قال السكان إنّ عملية استهدفت مزرعة مهجورة في المنطقة كانت تستخدم "مدرسة دينية".
وقبل يومين، نقل الصحافي التركي ليفنت كمال على صفحته في تويتر، عن مصادر ميدانية في جنديرس قولها: إن الاشتباكات التي اندلعت في البلدة الليلة الماضية، حصلت أثناء اعتقال قيادي بارز في تنظيم الدولة، مضيفًا: "فجر زعيم داعش المشتبه به نفسه في نهاية الاشتباك".
According to field sources in Jinderes, the clashes that broke out in the town last night took place during the arrest of a senior ISIS leader. The suspected ISIS leader blew himself up at the end of the clash. pic.twitter.com/XaDrxbZUG4
— Levent Kemal (@leventkemaI) April 29, 2023
تصفية زعماء تنظيم "الدولة"
وهذه المرّة الأولى التي تعلن تركيا عن تمكنها من قتل أحد زعماء تنظيم "الدولة" في سوريا، بعدما كان الجيش الأميركي هو من يتولى هذه المهمة، منذ قتل زعيم التنظيم الأول أبو بكر البغدادي في شمال إدلب بهجوم أميركي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
ثم عادت واشنطن مطلع فبراير/ شباط 2022، لتعلن تمكن القوات الأميركية من قتل خليفة البغدادي، عبد الله قرداش الذي ينحدر من تلعفر في محافظة نينوى شمالي العراق، والمعروف بأبي إبراهيم الهاشمي في ريف إدلب وهو ثاني زعماء التنظيم.
وآنذاك أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عن مقتل القرشي خلال عملية إنزال للقوات الأميركية في ريف إدلب شمالي سوريا، ووعد بـ"مكافحة الإرهاب".
وبعد ذلك، جاء مقتل زعيم تنظيم "الدولة" الثالث "أبو الحسن الهاشمي القرشي" في درعا السورية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعد اشتباكات بين فصائل معارضة وخلايا لتنظيم "الدولة" هناك.
ووقتها، أفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بأنّ البيت الأبيض رحب بنبأ مقتل زعيم تنظيم "الدولة" أبو الحسن الهاشمي القرشي.
وأضاف كيربي عندما سئل عن أنباء وفاة زعيم التنظيم: "نرحب بإعلان أن زعيمًا آخر لتنظيم الدولة لم يعد يمشي على وجه الأرض".
وتمكنت القوات الأميركية خلال السنوات الماضية من استهداف قادة التنظيم من الصفين الأول والثاني في سوريا، ففي يوليو/ تموز الماضي أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأميركية اللفتنانت كولونيل ديف إيستبرن، مقتل ماهر العقال بضربة عبر طائرة مسيرة أثناء ركوبه دراجة نارية بالقرب من جندريس في سوريا، وأُصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة. ووصف الجيش الأميركي العقّال بأنه "واحد من أكبر خمسة قادة للتنظيم المتشدد".
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في 9 سبتمبر/ أيلول 2022، أن بلاده تمكنت من إلقاء القبض على "قيادي كبير" في تنظيم "الدولة" ملقب بـ"أبو زيد" واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي.
وقال أردوغان وقتذاك للصحافة على متن الطائرة خلال عودته إلى تركيا من جولة في منطقة البلقان إنّ الصميدعي "أحد كبار القياديين في التنظيم الإرهابي"، بحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة في يوليو/ تموز 2022.
وأوضح الرئيس التركي أنه "جرت منذ زمن طويل متابعة ارتباطات هذا الإرهابي في سوريا واسطنبول، وحصلت أجهزة الاستخبارات على معلومات حول نيته دخول تركيا بطرق غير شرعية".
وهُزِم تنظيم "الدولة" في العراق عام 2017 ثم في سوريا بعد ذلك بعامين، لكن الخلايا النائمة للتنظيم ما زالت تشن هجمات في كلا البلدين.
