يسود جدل في الشارع الكويتي بشأن الأرقام التي كشفت عنها إحصائية صادرة عن وزارة العدل بالبلاد، والتي أشارت إلى ارتفاع حالات الطلاق المبكر، الأمر الذي بات محل نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويوم الإثنين، نشرت وسائل إعلام كويتية الإحصائية التي أشارت إلى أن 800 كويتي وكويتية تطلقوا قبل أن يكملوا السنة الأولى من الزواج.
وقالت صحيفة "القبس" المحلية: إن هذا المؤشر "يسترعي الانتباه، ويتطلب البحث والدراسة".
مؤهلات علمية
من حهتها، أفادت صحيفة "المجلس" بأن معظم حالات الطلاق هذه، كانت لأصحاب مؤهل جامعي، وبلغ عددهم 296 مواطنًا، تلاهم الحاصلون على مؤهل دبلوم وعددهم 191 مواطنًا، يليهم الحاصلون على مؤهلات الثانوية بعدد 149 مواطنًا، بالإضافة إلى 30 حاصلًا على الماجستير و10 من حملة الثانوية العامة، وجميعهم انفصلوا في عام 2023.
وأشارت الإحصائية الرسمية عن حالات الطلاق الموثقة بحسب مدة الحياة الزوجية، إلى أن أعلى نسبة حالات طلاق تركزت لدى من بلغت مدة حياتهم الزوجية من سنة إلى أقل من 5 سنوات، بنسبة %35.8 من إجمالي الحالات.
وفي الدرجة الثانية الحالات التي كانت مدة الحياة الزوجية فيها من 10 سنوات إلى أقل من 20 سنة بنسبة %18.5، تليها المدة أقل من سنة بنسبة %18.4، ثم من 5 سنوات إلى أقل من 10 سنوات بنسبة %17.7، ثم من 20 سنة فأكثر بنسبة %9.6.
وبلغت أعلى نسبة لحالات الطلاق للأزواج بحسب الفئات العمرية، أولًا لفئة العمر من 45 سنة فأكبر بنسبة %28.1 من إجمالي حالات الطلاق، ثم فئة العمر من 30 ـ 34 سنة بنسبة %20.1، ثم من 25 ـ 29 سنة بنسبة %18.0، ثم فئة العمر من 35 ـ 39 سنة بنسبة %17.6.
وأبلغت مصادر خاصة لصحيفة "القبس" أن مئات الكويتيين لم يستمر زواجهم أشهرًا معدودة، وانتهت العلاقة الزوجية بالطلاق، "مما يتطلب بحث أسباب هذا الانفصال السريع، والتوعية بخطورته على التماسك والاستقرار الأسري، فضلًا عن التداعيات المترتبة على الأبناء إذا أثمرت العلاقة الزوجية إنجاب أطفال".
ما هي أسباب الطلاق في الكويت؟
وتعتبر الكويت من الدول العربية التي تشهد ارتفاعًا في حالات الطلاق، حيث كانت تقارير وزارة العدل للعام 2022، تشير إلى أن تلك الحالات بلغت 8307 حالات طلاق، منها 1080 حالة للكويتي المتزوج غير كويتية، مقابل 13387 حالة زواج حينها.
وأشارت مديرة إدارة الاستشارات الأسرية بوزارة العدل، إيمان الصالح، في تصريح لـ"القبس"، إلى أن عدم نضج الزوجين، أو عدم توعيتهم بشكل كاف عن الحياة الزوجية الجديدة، أحد أهم أسباب الطلاق المبكر. وتمنت أن تكون هناك دورات التأهيل للزواج بشكل إلزامي في المستقبل.
وتفاعل عدد كبير من الكويتيين مع هذا الإحصاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فقال جمعان الوندة على حسابه في منصة إكس: "الأسرة هي نواة المجتمع الذي يستمد قوته وتماسكه منها، ويقاس نجاح المجتمع بنجاح الأسر، ورخائها، وزيادة نسب الطلاق في الكويت يجب أن يُبحث وتُعرف أسبابه ويُعالج".
وأضاف الوندة: "لأهل الزوج والزوجة دور مهم في التوعيه والإرشاد في بداية الزواج، كما أن للحكومة دور مهم في دعم الأسرة لا سيما بتوفير السكن والدعم المادي، فالرواتب أصبحت لا تكفي لفتح بيت".