طوى العام 2023 آخر أيامه وسط عدوان إسرائيلي مستمر منذ 86 يومًا على غزة، تزامنًا مع أزمة إنسانية وصحية يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
وفي موازاة ذلك، تستمر المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال المتوغلة قي القطاع موقعة خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
ارتفاع عدد الشهداء
في هذا السياق، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، بارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 21 ألفًا و822 شهيدًا، و56 ألفًا و451 جريحًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكشفت الوزارة، في بيان عبر منصة تلغرام، عن "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 21٫822 شهيدًا، و56٫451 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وأضافت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 150 شهيدًا و286 إصابة".
أزمة إنسانية في القطاع
إلى ذلك وفي السياق الإنساني، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن عام 2023 شهد دمارًا عميقًا ومأساة للاجئي فلسطين الذين يواجهون "الحرب والعنف الشديد والنزوح والفقر وظروف الحياة القاسية في المخيمات المكتظة".
وأضافت أونروا، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن استذكار أحداث هذا العام هو بمثابة "تكريم لتصميم اللاجئين الفلسطينيين الذي لا يتزعزع، رغم كل الصعاب".
وأكدت "أونروا" على التزامها بـ"دعم وخدمة لاجئي فلسطين في أحلك الظروف إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمحنتهم".
واختتمت "أونروا" حديثها بالقول إن "موظفيها أظهروا تفانيهم على مدار العام، وما زالوا يظهرون البطولة خاصة خلال حرب غزة".
مقاومة شرسة في غزة
وميدانيًا، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، استهداف آليات وإسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية قالت إنها كانت في مهمة استخباراتية في بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
وأفادت "القسام"، في بيانات منفصلة عبر منصة "تلغرام" باستهداف "طائرة أباتشي إسرائيلية جنوب حي الزيتون، بمدينة غزة، بصاروخ سام7".
من جانبها، قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها تمكنوا من "تفجير فتحة أحد الأنفاق بمجموعة من جنود العدو (الإسرائيلي) في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأوقعوا المجموعة بين قتيل وجريح".
وفي بياناتها، قالت كتائب القسام، إنها أسقطت "طائرة استطلاع من طراز (Skylark-2) كانت في مهمة استخباراتية للعدو (الإسرائيلي) في بيت لاهيا".
وأضافت أنها استهدفت 5 آليات إسرائيلية في منطقة التفاح والدرج (في مدينة غزة) بعبوات شواظ وقذائف "الياسين 105".
كما استهدف مقاتلو القسام، قوات إسرائيلية خاصة شرق حي التفاح، بالعبوات والقذائف واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة.
ولفتت القسام إلى أن قواتها "دكت تجمعا لآليات وجنود الاحتلال" شمال مدينة خانيونس وشرق بلدة خزاعة، جنوب قطاع غزة، بقذائف الهاون.
سرايا القدس، من جهتها، قالت إن مقاتليها "تمكنوا من قنص جندي في حي التفاح".
تصاعد التوتر في البحر الأحمر
وفي السياق الميداني أيضًا، قُتل 10 حوثيين يمنيين وأُصيب اثنان آخران الأحد جراء قصف أميركي استهدف زوارق هاجمت سفينة حاويات في جنوب البحر الأحمر، وفق ما قال مصدران ملاحيان في ميناء الحديدة اليمني.
وكان الجيش الأميركي قد أعلن في وقت سابق من اليوم إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردًا على ثاني هجوم في أقلّ من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر، ما دفع الشركة المالكة للسفينة إلى تعليق العبور في المنطقة لمدة 48 ساعة.
وأفاد مصدر ملاحي في الميناء الخاضع لسيطرة الحوثييين رفض الكشف عن اسمه، وكالة "فرانس برس" عن "مقتل عشرة حوثيين وإنقاذ اثنين أصيبا في القصف الأميركي على الزوارق الحوثية التي كانت تريد توقيف سفينة قبالة الحديدة".
وفي وقت لاحق من اليوم، قالت جماعة الحوثي إن "قوات العدو الأميركي أقدمت على الاعتداء على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية ما أدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية".
وذكر المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان أن "القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية نجحت في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة الحاويات ميرسك هانغتشو وكانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بصواريخ بحرية مناسبة". وتابع أن "عملية الاستهداف جاءت بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة للنداءات التحذيرية للقوات البحرية اليمنية".
احتمالات الحرب على لبنان
وعلى الجبهة اللبنانية، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، اليوم الأحد، أن إسرائيل "ليست في موقع أن تفرض خياراتها" في ما يتعلق بوجوده في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل التي تشهد تبادل قصف بين الجانبين منذ اليوم الثاني للعدوان على قطاع غزة.
وقال قاسم أمام جمع من مناصريه في بيروت: "إسرائيل تطرح طروحات عديدة تتعلق بشمال فلسطين وجنوب لبنان وتحاول أن تبيَّن أنَّها تملك الخيارات لتقوم بأداء يساعد على عودة المستوطنين إلى الشمال بشكل آمن، وأن يبعدوا حزب الله والمقاومة عن الجنوب".
حصل هذا في حين يستمر التصعيد بين حزب الله وجيش الاحتلال على جبهة لبنان، حيث أفاد مراسل "العربي" من الجليل الأعلى بأن قصفًا إسرائيليًا مستمرًا على جنوب لبنان استهدف بلدة كفركلا.
وأشار مراسلنا أحمد جرادات إلى أن تطورًا طرأ في خطة جيش الاحتلال حيث يبادر بالهجوم ولا يرد فقط على مصدر إطلاق النيران من جنوب لبنان، هذا إضافة لاستهداف الخلايا التي تحاول الاقتراب من الحدود مع لبنان.
وفي هذه الفترة، وفق مراسلنا، يكثر الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن خطة إيرانية لتزويد حزب الله بأسلحة عبر شاحنات تمر من العراق عبر سوريا إلى لبنان.
وتحاول إسرائيل استهداف هذه الشاحنات قبل وصولها. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قبل أيام إلى أن إسرائيل تعتقد أن إيران تحاول تزويد حزب الله بصواريخ مضادة للطائرات المسيرة وبصواريخ دقيقة.
وفي وقت متأخر من ليلة الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لتنفيذ العدوان على قطاع غزة، وهي خطوة قال إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري "سيعود بعض جنود الاحتياط إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع".
وأضاف "سيمنح ذلك راحة كبيرة للاقتصاد، وسيسمح لهم باكتساب القوة قبل الأنشطة المقبلة في العام القادم، وسيستمر القتال وسنحتاج إليهم".