حذّرت الأمم المتحدة في الأيام الماضية من زيادة المجاعات في العالم وانهيار النظام الغذائي العالمي، في تبعات محتملة للهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
إذ كشفت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن عدد الذين يعانون من نقص في التغذية قد يرتفع بين 8 و13 مليون شخص خلال العامين الحالي والمقبل، في حال استمرار الحرب.
ويأتي هذا التقرير بناءً على أن روسيا وأوكرانيا توفران نحو 30% من صادرات القمح عالميًا، وبعد الهجوم ارتفعت بالفعل العقود الآجلة للحبوب مثل القمح والذرة وفول الصويا.
وعليه، يتيح مثل هذا الوضع زيادة المضاربة في الغذاء بحيث وجد خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أن مثل هذه الأعمال تؤدي إلى تفاقم الإقصاء وعدم المساواة لكثير من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فبهذه المناطق تكون أنظمة الحماية الاجتماعية غير ملائمة إلى حد كبير، ولا تحمي الحقوق الاقتصادية للأفراد.
كما أن منظمة الأمم المتحدة ذكرت أن هناك 45 من دول إفريقيا والأقل نموًا تستورد ما لا يقل عن ثلث قمحها من أوكرانيا أو روسيا.
و18 من هذه البلدان، تستورد 50% من القمح من هذين البلدين على الأقل، وتشمل بوركينا فاسو ومصر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ولبنان وليبيا والصومال والسودان واليمن.
أبرزها #مصر.. دول عربية وإفريقية مهددة بالمجاعة بسبب #الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/SzCAs97QWD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 6, 2022
كذلك بعض هذه الدول مثل مصر، معرضة للخطر بشكل خاص كون نصف واردتها من القمح يأتي من روسيا، بينما 30% منه يأتي من أوكرانيا حيث خفضت عقب الحرب توقعاتها للواردات أو بدأت في البحث عن مصادر أخرى.
ليبيا.. زيادة كبيرة في الأسعار
كذلك الأمر في لبيبا، إذ تشكل واردات القمح من أوكرانيا 40%.
وخلال الأسبوع الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا حلّقت أسعار القمح والدقيق في البلاد وارتفع معها قلق التجار من انقطاع المخزون فزادت الأسعار بنسبة تصل إلى 30%.
لبنان.. تقنين استخدام القمح
أما في لبنان، ففاقمت أزمة القمح العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا من معاناة الملايين من اللبنانيين الذين يعانون أصلًا من أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة بات فيها أكثر من 80% من السكان يعانون من الفقر.
وفي محاولة للتخفيف من وطأة الأزمة، أعلنت الحكومة اللبنانية الشهر الماضي أن البلاد ستبدأ في تقنين استخدام القمح حيث بات يسمح باستخدامه لتصنيع الخبز حصرًا، إلى حين العثور على مصادر إمداد بديلة.