الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أزمة جديدة.. مخاوف من نزوح اللاجئين من بيلاروسيا إلى أوكرانيا

أزمة جديدة.. مخاوف من نزوح اللاجئين من بيلاروسيا إلى أوكرانيا

شارك القصة

تقرير حول أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية البولندية في نوفمبر الماضي (الصورة: تويتر)
أفادت صحيفة "الغارديان" بأن بيلاروسيا تدفع طالبي اللجوء من الشرق الأوسط الذين يسكنون في مستودع جمركي في بروزجي للعبور إلى أوكرانيا أو بولندا. 

تدفع القوات المسلحة البيلاروسية طالبي اللجوء من الشرق الأوسط الذين حوصروا في البلاد بعد أن تعذّر عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي؛ لعبور الحدود إلى أوكرانيا التي تشهد معارك محتدمة، وذلك حسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" عن أشخاص في معسكرات بيلاروسيا.

فقد أمر مجموعة من الجنود البيلاروسيين هؤلاء اللاجئين في 5 مارس/ آذار بمغادرة مكان إيوائهم تحت تهديد السلاح، وخيّروهم بين عبور الحدود إلى بولندا، حيث يواجهون بالعنف، أو دخول أوكرانيا، على حد قول أحدهم.

اللاجئون في بيلاروسيا

اتهم الاتحاد الأوروبي في الخريف الماضي رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بالتعمد لإثارة أزمة لاجئين على حدودها الشرقية من خلال تنظيم حركة الأشخاص من الشرق الأوسط إلى مينسك ووعدهم بممر آمن إلى دول الاتحاد الأوروبي. واعتبرت هذه الخطوة انتقامًا للعقوبات التي فرضتها بروكسل على نظامه بعد قمعه للمجتمع المدني والمعارضين السياسيين.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تجمع آلاف الأشخاص على الحدود البيلاروسية البولندية وحاولوا عبورها ووجدوا أنفسهم عالقين دون أي مساعدات إنسانية.

وتمكن المئات من التهرب من الشرطة البولندية عن طريق الاختباء في الغابات، لكن تم القبض على آخرين وإعادتهم إلى بيلاروسيا باستخدام العنف. ومع انخفاض درجات الحرارة، بدأت السلطات البيلاروسية في نقل أولئك الذين لم يتمكنوا من عبور الحدود نحو بولندا إلى مستودع جمركي عملاق، تحول إلى مهجع، في بروزجي.

وقضى أكثر من ألف منهم ما يقرب من أربعة أشهر هناك، حيث بنوا أسرّة مؤقتة باستخدام ألواح خشبية وصناديق من الورق المقوى.

أمر إخلاء

وبعد عشرة أيام من الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي تدعمه بيلاروسيا، صدرت الأوامر بإخلاء المعسكر.

وقال رجل لم يكشف عن اسمه وجنسيته لأسباب أمنية، كان قد وصل إلى بيلاروسيا الخريف الماضي: "دخلت مجموعة من سبعة ضباط من حرس الحدود لم نرهم من قبل المبنى. كانوا يرتدون ملابس عسكرية، وللمرة الأولى دخلوا المخيم حاملين أسلحة وضربونا وأخبرونا أن أمامنا خيارين - إما العبور إلى بولندا أو الذهاب إلى أوكرانيا".

وأوضح الرجل أنه في ذلك اليوم، بدأ الجنود البيلاروسيون بتفتيش "كل شبر من المخيم"، ودخلوا كل خيمة وجمعوا الناس من أجل إيصال التوجيهات الجديدة. وقال: "كان الجميع يتساءل ماذا سيكون مستقبلنا. نحن شعب مسالم. هناك عائلات لديها أطفال. ماذا يريد هؤلاء المسلحين منا؟".

وأفادت المجموعة العسكرية بأنها تلقت أمرًا بإخلاء المهجع. وأضاف الرجل: "لقد أجبرونا على الجلوس على الأرض، وسأل الضابط الناس مرة أخرى عما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى بولندا أو أوكرانيا. بولندا أو أوكرانيا. هذه هي الطريقة الجديدة لتهريب البشر من بيلاروسيا".

زيادة أعداد اللاجئين من بيلاروسيا

وعلى الرغم من وصول أكثر من مليون أوكراني نازح إلى بولندا، لم تتوقف المؤسسات الخيرية التي تركّز على اللاجئين في البلاد عن دعم الأشخاص الذين عبروا الحدود البولندية البيلاروسية. 

وقالت آنا ألبوث، من منظمة "ماينوريتي رايتس غروب" ومن مؤسسي "غروبا غرانيكا"، وهي شبكة بولندية من المنظمات غير الحكومية التي تراقب الوضع على الحدود، إنهم لاحظوا زيادة في عدد طالبي اللجوء الذين يعبرون من بيلاروسيا إلى بولندا مؤخرًا، مما يدعم الشهادات من المهاجرين الذين أُمروا بمغادرة المخيم في بيلاروسيا.

وقالت: "لا يزال حرس الحدود البولنديون يدفعونهم للعودة إلى بيلاروسيا كل يوم". وأضافت: "حتى يوم أمس، كنا على اتصال بعائلة سورية مكونة من 10 أفراد، بينهم عدد قليل من الأطفال. لسوء الحظ، لم نتمكن من مساعدتهم بالطعام والملابس، فقد تم إعادتهم بالفعل إلى بيلاروسيا".

وتخشى المؤسسات الخيرية من أن يتم استخدام طالبي اللجوء مرة أخرى، مما يفتح أزمة جديدة على الحدود الشمالية الشرقية البولندية، في وقت تكافح بولندا للتعامل مع الهجرة الجماعية للأوكرانيين الفارين من الحرب.

القتال إلى جانب روسيا

وخشي بعض المهاجرين الذين طُلب منهم الذهاب إلى أوكرانيا في البداية أن يكون الجنود البيلاروسيون يريدون منحهم القتال إلى جانب الروس.

وأعطى بوتين الضوء الأخضر لما قال إنه يقارب 16000 متطوع من الشرق الأوسط للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا، بحسب تصريح وزارة الدفاع الروسية. 

وتزامنت هذه التصريحات مع نشر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لتجنيد سوريين، والبدء بتجهيز قوائم بأسماء الراغبين في القتال إلى الجانب الروسي، حيث يوعد هؤلاء بتسهيلات ورواتب مغرية تصل إلى حد الـ2000 دولار شهريًا.

كما كان لافتًا أن هذه الدعوات تعد بإزالة أسماء المطلوبين من قبل السلطات من قوائم الملاحقات الأمنية، بالإضافة إلى إعفائهم من الخدمة العسكرية في صفوف نظام بشار الأسد.

وفي هذا الشأن، قال الصحافي رسلان طراد: "من المتوقع وصول المقاتلين السوريين إلى أوكرانيا في أي لحظة"، مضيفًا أن "القيادة العسكرية الروسية تعمل في سوريا على تجنيد جنود من الميليشيات المحلية التي عملت مع شركات المرتزقة الروسية، وكذلك بعض قوات النظام التي تشارك الجيش الروسي".

وقوبلت محاولات التجنيد برفض كبير من السوريين أنفسهم، بحيث غرّد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط رافضًا أن "يكون أبناء سوريا أداة يستخدمها المستبدون في معاركهم" بحسب وصفه. واعتبر أن ما يواجهه الأوكرانيون الآن واجهه السوريون في السابق وما زالوا يواجهونه "أمام عدو مشترك".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close