الأربعاء 3 يوليو / يوليو 2024

أسانج حرًا.. انتهاء مسلسل قضائي بطله مؤسس ويكيليكس استمر لسنوات

أسانج حرًا.. انتهاء مسلسل قضائي بطله مؤسس ويكيليكس استمر لسنوات

Changed

كان جوليان أسانج مطلوبًا من قبل واشنطن لنشره مئات آلاف الوثائق السريّة الأميركية منذ العام 2010
كان جوليان أسانج مطلوبًا من قبل واشنطن لنشره مئات آلاف الوثائق السريّة الأميركية منذ العام 2010 - رويترز
أقر جوليان أسانج الملاحق منذ نشر في 2010 مئات آلاف الوثائق الأميركية السرية، بحصوله على هذه المعلومات السرية ونشرها.

أعلنت قاضية أميركية اليوم الأربعاء، أن مؤسّس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج أصبح "رجلاً حرًا"، بعدما أبرم صفقة إقرار بالذنب أنهت مسلسلًا قضائيًا وإعلاميًا استمر سنوات طويلة.

وفي ختام جلسة استماع سريعة مثُل خلالها المواطن الأسترالي أمام المحكمة الفدرالية في سايبان بجزر ماريان الشمالية، حيث أقرّ بذنبه بتهمة "التآمر للحصول على معلومات تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها"، قالت القاضية رامونا في. مانغلونا: "بهذا الإقرار، يبدو أنك ستتمكن من الخروج من هذه القاعة رجلًا حرًا".

جوليان أسانج أصبح "رجلاً حرًا"

وبموجب الاتّفاق الذي أبرمه مع القضاء الأميركي، أقرّ عالم الكمبيوتر السابق البالغ من العمر حاليًا 52 عامًا، والملاحق منذ أن نشر في العام 2010 مئات آلاف الوثائق الأميركية السرية، بحصوله على هذه المعلومات السرية ونشرها.

وقال أسانج خلال الجلسة: "لقد شجعت مصدري"، العسكرية الأميركية تشيلسي مانينغ التي كانت وراء هذا التسريب الهائل "على تزويدي بمواد مصنفة سرية".

أعلنت قاضية أميركية أن جوليان أسانج أصبح رجلاً حرًا
أعلنت قاضية أميركية أن جوليان أسانج أصبح رجلاً حرًا - رويترز

وبدا التعب واضحًا على أسانج خلال إقراره بذنبه هذا، لكنه كان في الوقت نفسه مرتاحًا.

وأفادت وكالة فرانس برس بأن أسانج، الذي ارتدى بدلة سوداء وربطة عنق صفراء سارع إلى احتضان محاميَّيه ووقع كتابًا لأحد أنصاره.

وفي كانبيرا التي سيغادر إليها أسانج في الحال، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بهذا "التطور المرحب به".

انتهاء المعاناة

وكان أسانج مطلوبًا من قبل واشنطن لنشره مئات آلاف الوثائق السرية الأميركية منذ العام 2010، من خلال منصبه كرئيس موقع ويكيليكس.

ومن جهة، أصبح أسانج بطلًا يمثل حريّة التعبير بالنسبة للمدافعين عن الحق في ذلك حول العالم. لكن من جهة أخرى، يعتبر أولئك الذين يرون أنّه عرض الأمن القومي الأميركي ومصادر استخباراتية للخطر عبر الكشف عن أسرار، أنه مجرّد شخص خسيس.

وسعت الولايات المتحدة إلى محاكمة أسانج لنشره أسرارًا عسكرية عن حربي العراق وأفغانستان.

ووجّهت هيئة محلّفين فدرالية كبرى 18 تهمة رسمية لأسانج في العام 2019، تتعلّق بنشر ويكيليكس مجموعة من الوثائق المرتبطة بالأمن القومي.

وقالت والدته كريستين أسانج في بيان أوردته وسائل الإعلام الأسترالية إنها تشعر "بالامتنان لانتهاء معاناة ابني أخيرًا".

لكن نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس دان صفقة الإقرار بالذنب على منصة "إكس"، معتبرًا أنها "إجهاض للعدالة.. يقلل من شأن خدمة وتضحية الرجال والنساء في قواتنا المسلحة".

معركة تسليمه

وجاء الإعلان عن الصفقة قبل أسبوعين من الموعد المقرر لمثول أسانج أمام المحكمة في بريطانيا للطعن في حكم أيد تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وبقي أسانج موقوفًا في سجن بيلمارش الخاضع لإجراءات أمنية المشددة في لندن منذ أبريل/ أبريل 2019.

وأوقف بعدما أمضى سبع سنوات في سفارة الإكوادور في لندن لتجنب تسليمه إلى السويد، حيث كان يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي أُسقطت لاحقًا.

وشملت المواد التي نشرها تسجيلًا مصورًا يظهر مدنيين يتعرضون للقتل بنيران مروحية أميركية في العراق عام 2007؛ كان من بين الضحايا مصور وسائق يعملان لدى وكالة رويترز.

ووجّهت الولايات المتحدة اتهامات لأسانج بموجب قانون التجسس العائد للعام 1917، وهو ما حذر أنصاره من أنه قد يفضي إلى سجنه لمدة تصل إلى 175 عامًا.

ولم تكن صفقة الإقرار بالذنب مفاجئة تمامًا، إذ تتزايد الضغوط على الرئيس الأميركي جو بايدن لطي صفحة قضية أسانج المستمرة منذ سنوات طويلة.

وفي فبراير/ شباط، قدمت الحكومة الأسترالية طلبًا رسميًا في هذا الصدد، وأكد بايدن بأنه سينظر فيه، ما عزز آمال أنصار أسانج حيال إمكان وضع حد لمعاناته.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close