على وقع إجراءاتٍ أمنيّة غير مسبوقة في العاصمة الأميركية واشنطن ومختلف الولايات، بدأ اليوم الإثنين أسبوعٌ تاريخيّ حافل في الولايات المتحدة، إذ سيشهد في آنٍ واحدٍ على مراسيم تنصيب رئيس جديد، وإجراءات عزل رئيسٍ سابق.
وفي ظلّ مخاوف من "فوضى كبيرة" ترثها الإدارة الجديدة من سابقتها، سواء في الشارع أو في السياسة، انطلقت مظاهرات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب أمام أبنية رسمية في كل ولاية بهدوء، مع مجموعات صغيرة من المتظاهرين المسلحين في ولايات مثل أوهايو وتكساس وأوريغون وميشيغن على ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
في المقابل، كشف معسكر الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي وضع عنوان "وحدة الأميركيين" شعارًا لمراسيم تنصيبه التي سيحيط نفسه خلالها بالرؤساء الأميركيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج بوش، عن خريطة طريق لإخراج الولايات المتحدة من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
خطة إصلاح
وقال رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض المقبل في عهد بايدن لمحطة "سي إن إن" الأحد، إنّ "الأسابيع الأخيرة أظهرت مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها"، مشيرًا إلى أنّ "هذا العمل سيبدأ الأربعاء". وأشار إلى "أننا نرث فوضى كبيرة لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع".
ومنذ اليوم الأول من ولايته، ينوي بايدن إعادة بلاده إلى اتفاق باريس حول المناخ، ورفع حظر دخول الأراضي الأميركية المفروض على مواطني دول عدة أغلبها إسلامية. ويأمل الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة أيضًا إعطاء دفع جديد لأكبر حملة تلقيح في تاريخ الولايات المتحدة.
أهمية ملحّة
وترتدي هذه المسألة الأخيرة أهمية ملحة إذ أودى مرض كوفيد-19 بمعدل وسطي بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة يوميا منذ الأول من يناير/كانون الثاني، فيما تُسجَّل أكثر من 236 ألف إصابة يوميا. ولم يؤدِّ انطلاق حملة التلقيح المتعثرة حتى الآن إلى إبطاء هذا المستوى المرتفع من الوفيات.
ويريد بايدن الذي كان نائبًا للرئيس في عهد أوباما، أن تحقن مئة مليون حقنة من اللقاح في الأيام المئة الأولى من ولايته بفضل مراكز تطعيم ضخمة. وقال الخبير المرموق انطوني فاوتشي الذي سيصبح المستشار الرئيسي لبايدن فيما يخص كوفيد-19؛ بعدما شغل المنصب نفسه مع ترمب، إن "هذا الأمر قابل للتطبيق". وسيشارك في هذه الحملة نحو مئة ألف ممرض وممرضة.
مراسيم وتعقيدات
ووفقًا لتقريرٍ نشرته وكالة "فرانس برس"، سيضطر بايدن في مرحلة أولى إلى ممارسة الحكم بموجب مراسيم لتجنب المرور بالكونغرس ولا سيما مجلس الشيوخ الذي سيكون منشغلاً بإجراءات عزل ترمب.
إلا أن أجزاء كبيرة من برنامجه ولا سيما خطة الإنعاش الاقتصادي الهائلة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار والهادفة إلى مساعدة ملايين الأميركيين الذي يعتمدون على مخصصات البطالة، يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس. وعليه كذلك احترام الرزنامة البرلمانية لتثبيت أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ.
الجريمة الأخطر
وقد تبدأ محاكمة ترمب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه. وقال جايمي راسكين أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، الأحد، إن ترمب ارتكب "الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة".
أما معسكر ترمب فيرى في هذه المحاكمة "هجومًا مشينًا على الدستور والديموقراطية". وقال فريقه، في بيان، إنه لم يخترْ بعد محاميا لتمثليه.
