أستاذ جامعي يعتدي على فتاة محجبة في الولايات المتحدة.. ما القصة؟
اشتهر جوناثان يودلمان عضو هيئة التدريس في جامعة ولاية أريزونا الأميركية بمقطع فيديو يظهر فيه أثناء مضايقته لفتاة مسلمة محجبة والاعتداء عليها لفظيًا أمام أنظار الشرطة خلال مشاركته في مظاهرة مؤيدة لإسرائيل قرب الحرم الجامعي.
فلم يعرف يودلمان بتطويره النظرية السياسية القديمة والحديثة والأصول الحديثة المبكرة للّيبرالية، كما هو عنوان بحثه الأكاديمي الرئيسي.
جامعة أريزونا تحقق في حادثة الاعتداء
كما لم يعرف بدراسة عن "الأفكار العظيمة في السياسة والأخلاق"، كما هو عنوان الفصل الذي يدرّسه للطلاب في الجامعة، بل اشتهر بمقطع فيديو أثناء مضايقته للفتاة المسلمة المحجّبة، وهو برفقة جندي سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعى سامي بن.
وظهر يودلمان في المقطع وهو يسب الفتاة، مستخدمًا ألفاظًا خادشة، وفي خلفية الفيديو فتاة تصرخ: "أيتها الشرطة.. هنا جريمة كراهية، هذه جريمة كراهية".
وبسبب انتشار الفيديو على نحو واسع، والغضب الذي أثاره سلوك الأستاذ الجامعي، قامت جامعة أريزونا بوضعه في إجازة بينما تحقق في حادثة الاعتداء.
وقالت الجامعة في بيان: "جامعة ولاية أريزونا على علم بالادعاءات الموجهة إلى جوناثان يودلمان وتحقق فيها"، مضيفة أن "الدكتور يودلمان في إجازة وسيظل كذلك في انتظار نتيجة التحقيق".
"سلوك خطير"
لكن يبدو أن معاقبة الجامعة ليودلمان، ليست المطلب الوحيد لمنظمات حقوقية. فقد أدان فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في أريزونا في بيان، الحادث، ودعا إلى "تطبيق القانون لاعتقال جوناثان يودلمان بتهمة الاعتداء ومضايقة امرأة مسلمة محجبة أثناء مشاركته في مظاهرة مؤيدة لإسرائيل بالقرب من الحرم الجامعي".
وتصف المديرة التنفيذية للفرع عزة أبو سيف ما حصل بالسلوك "المثير للاشمئزاز والخطير الذي جرى تصويره بالكاميرا، وأنه ليس حادثة معزولة، ولكنّه جزء من نمط أوسع من الإسلاموفوبيا والتعصب الديني الذي يستخدمه المتطرفون المؤيدون لإسرائيل والمؤيدون للإبادة الجماعية سلاحًا".
وأضافت أنّ "مثل هذا السلوك ليس تمييزيًا فحسب، بل ينتهك أيضًا المبادئ الأساسية للنزاهة الأكاديمية واحترام التنوع الذي يجب على الأساتذة التمسك به داخل الفصول الدراسية وخارجها".
وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنّ يودلمان عضو في هيئة التدريس في صندوق "تيكفا"، وهي منظمة غير ربحية في مدينة نيويورك تصف نفسها على موقعها في الإنترنت بأنها "صهيونيةٌ سياسيًا، وموجّهة نحو السوق الحرة اقتصاديًا، وتقليدية ثقافيًا، ومنفتحة لاهوتيًا".
"خطاب كراهية"
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أعاد قرار جامعة أريزونا بالتحقيق مع جوناثان يودمان، مشاهد مضايقته للشابة المسلمة.
وتخاطب الأكاديمية والكاتبة روث مارشال، جامعة أوستن التي يعمل فيها الأستاذ المعتدي أيضًا، وتقول عبر حسابها في منصة إكس: "خطابه خطاب كراهية. كيف يكون هذا الرجل أستاذًا؟ هذا أمر مثير للاشمئزاز تمامًا، ويضع الأكاديميا بأكملها في موقف محرج. يجب أن تتخذوا إجراءات تأديبية على الفور".
ويكتب الطبيب والناشط الحقوقي كاشف شودري: "جوناثان يودلمان، الباحث في جامعة ولاية أريزونا، هو الآن "في إجازة" بينما تحقق الجامعة في جريمة الكراهية هذه".
وأضاف: "هو ومجرم الحرب الإسرائيليّ النشط والمؤكَّد سامي بن، كلاهما ينتمي إلى السجن. لا مكان للصهيونية المتشددة في المجتمع المتحضر!".
أمّا المحامي وأستاذ القانون فيصل كوتي، فكتب على حسابه معلومات عن الحادث وختم تغريدته بسؤال استنكاري: "فقط تخيّل ماذا سيحصل لو كان هذا أستاذًا مسلمًا أو عربيًا يفعل هذا بمتظاهرة مؤيدة لإسرائيل".